عالم فيزيائي يحذر: لا تستحم أبدا أثناء العاصفة الرعدية؟
معظم الناس على دراية بالسلامة الأساسية للعواصف الرعدية، مثل تجنب الوقوف تحت الأشجار أو بالقرب من النافذة، وعدم التحدث على الهاتف السلكي (الهواتف المحمولة آمنة). لكن هل تعلم أنه يجب عليك تجنب الاستحمام أو غسل الأطباق أثناء العاصفة الرعدية؟
ولفهم السبب، عليك أولاً معرفة القليل عن كيفية عمل العواصف الرعدية والبرق.
هناك عنصران أساسيان يتسببان في تكوين العاصفة الرعدية؛ الرطوبة وارتفاع الهواء الدافئ. وهما بالطبع يسيران جنبًا إلى جنب مع فصل الصيف. إذ تخلق درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة كميات كبيرة من الهواء الرطب الذي يرتفع إلى الغلاف الجوي، حيث يمكن أن يتحول إلى عاصفة رعدية.
وتحتوي الغيوم على الملايين من قطرات الماء والجليد وتفاعلها هو ما يؤدي إلى توليد البرق؛ حيث تتصادم قطرات الماء الصاعدة مع القطرات الجليدية المتساقطة وتمررها بشحنة سالبة وتترك نفسها بشحنة موجبة.
وفي العاصفة الرعدية، تعمل السحب كمولدات ضخمة من Van de Graaff (آلة تستخدم لجمع الشحنات الكهربائية)، تفصل بين الشحنات الموجبة والسالبة لإنشاء فواصل شحنة هائلة داخل السحب.
وعندما تتحرك السحب الرعدية فوق الأرض، فإنها تولد شحنة معاكسة في الأرض؛ وهذا ما يحدث ضربة ضوئية نحو الأرض، فتسعى العاصفة الرعدية موازنة شحناتها وتقوم بذلك عن طريق التفريغ بين المناطق الإيجابية والسلبية.
وعادةً ما يكون مسار هذا التفريغ هو الأقل مقاومة، لذلك من المرجح أن تصطدم الأشياء الأكثر توصيلًا (مثل المعدن) أثناء العاصفة، وفق ما قال جيمس رولينغز أستاذ الفيزياء المحاضر بجامعة نوتنغهام ترنت.
والنصيحة الأكثر فائدة أثناء العاصفة الرعدية هي «عندما يزأر الرعد اذهب إلى الداخل. ومع ذلك، هذا لا يعني أنك في مأمن تمامًا من العاصفة. هناك بعض الأنشطة بالداخل يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر مثل البقاء بالخارج في العاصفة»، وذلك حسبما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن موقع «The Conversation» العلمي.
وفي هذا الاطار، فما لم تكن جالسًا في حمام بالخارج أو تستحم تحت المطر، فمن غير المرجح أن تصطدم بالبرق. ولكن إذا ضرب البرق منزلك، فإن الكهرباء ستتبع المسار الأقل مقاومة للأرض؛ حيث توفر أشياء مثل الأسلاك المعدنية أو المياه في الأنابيب الخاصة بك مسارًا موصلاً مناسبًا لتتبعه الكهرباء على الأرض. فيما يوفر الدش هذين الأمرين (الماء والمعدن)، ما يجعله مسارًا مثاليًا لتوصيل الكهرباء.
ويمكن أن يحول هذا الدش المريح اللطيف إلى شيء مريع. إذ تشجع المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الناس بشدة على تجنب جميع الأنشطة التي تعتمد على الماء أثناء العاصفة الرعدية (حتى أثناء الغسيل) لتقليل خطر التعرض للإصابة.
جدير بالتنويه أن هناك مخاطر أخرى يجب البحث عنها أثناء العاصفة الرعدية. الأمر الذي قد لا يبدو واضحًا؛ هو الاستناد على جدار خرساني. في حين أن الخرسانة نفسها ليست موصلة لذلك. فإذا تمت تقويتها بعوارض معدنية (حديد التسليح)، فإنها يمكن أن توفر مسارًا موصلًا للصواعق.
تجنب ايضا استخدام أي شيء موصول بمأخذ للتيار الكهربائي (أجهزة الكمبيوتر وأجهزة التلفاز والغسالات وغسالات الصحون) لأن كل هذه الأشياء يمكن أن توفر مسارات لتيار الصاعقة.
وكقاعدة عامة، إذا كان بإمكانك سماع الرعد من بعيد، فأنت قريب بما يكفي من العاصفة ليصلك البرق، حتى لو لم يكن هناك مطر.
يمكن أن تحدث الصواعق على بعد عشرة أميال من العاصفة الأم.