آراء

استاذ التاريخ الفنلندي لاوري نورمي : الفنلنديون المعارضون للاجئين لا يفهمون التاريخ

يورو برس عربية / هلسنكي – خاص

ردا على المظاهرات المطالبة بغلق الحدود الفنلندية في تورنيو بوجه اللاجئين القادمين الى فنلندا عبر السويد، كتب الكاتب السياسي الفنلندي ومدرس التاريخ "لاوري نورمي" مقالا يقول فيه : "المتظاهرون لايفهمون التاريخ جيدا ، ولا يعرفون كيف استفاد الفنلنديون من فتح الحدود سابقا. ف لو ان الحدود اغلقت بوجوهنا لمات مئات الآلاف من الفنلنديين.

الكاتب يذكر بموجات الهجرة واللجوء من فنلندا والتي حفظت ارواح الكثير من الفنلنديين. ويقول بان موجات الهجرة في ايام المجاعة انقذت أقارب هؤلاء الذين يزعقون بالصراخ ضد استقبال اللاجئين الان.

فبين العام 1908-1909 انتقل من فنلندا 22000 شخص اي عشرة بالمئة من السكان. وبين الأعوام 1870-1914 استقبلت الولايات المتحدة الامريكية اكثر من (300) الف شخص فنلندي.

ويؤكد ان الدراسات تشير الي ان 60 في المئة منهم كانوا من الفلاحين المعدمين.

وينتقد المناهضين للهجرة الان بالقول : "هم يصرخون الان مطالبين بغلق الحدود ولو كانت الحدود مغلقة قبل 100 عام بوجه اسلافهم لكانت الخسارة تلاحق الآلاف منهم..

ويذكّر الكاتب بحادثة اخرى في مقالته بالقول "الكارثة الاخرى في خريف 1918.. لو تظاهر الروس وأغلقوا الحدود بوجه المتمردين الشيوعيين الهاربين نحو الشرق لكانت الاعدامات والموت في معسكرات الاسر بين الحمر الان اكبر بكثير .. في صيف 1944 اوقف الجيش الفنلندي هجوما كبيرا للجيش الأحمر.. جدي نظر الى حذاءه الممزق وفكر هل سيعبر الحدود الي السويد. وكذلك الكثير من الفنلنديين الذين كانوا يخشون من الشيوعية.

الحدود السويدية كانت دائما مفتوحة أمامنا في الستينات والسبعينات، انتقل مئات الآلاف الى هناك بسبب الفقر بعد الحرب لم تكن المعيشه جيده في عامين فقط 1969 و 1970 انتقل (80) ألف فنلندي الى السويد. لذلك فإن انتقال (3) آلاف  الى (4) آلاف عراقي وسوري الى فنلندا لا يعني شيئا.

ويختتم مقاله بوضع سؤال كبيرا وهو : "هل الذين يطالبون باغلاق الحدود يطالبون بإغلاقها فعلا امام المهاجرين أم أمام ديانة معينة او لون بشرة معينة؟

 

 

حيدر الجابري

وكالة الصحافة الاوروبية بالعربية – الحقوق محفوظة

زر الذهاب إلى الأعلى