ولي عهد اليابان مستعد للعرش لكن الأمر ليس سهلاً على زوجته
عندما عرض ولي العهد الياباني ناروهيتو الزواج على ماساكو أوادا التي كانت مترددة في قبول عرضه، وعدها أن يحميها بكل ما أوتي من قوة، لكنه قد يجد صعوبة في الوفاء بوعده إذا تخلى والده الإمبراطور أكيهيتو عن العرش كما هو متوقع، ووجدت المرأة التي عانت للتكيف مع الحياة الملكية نفسها إمبراطورة للبلاد.
ولمح الإمبراطور أكيهيتو (82 عاماً) الذي استطاع مع زوجته الإمبراطورة ميتشيكو أن يأسرا قلوب اليابانيين بالدفاع عن المحرومين والعمل على مداواة جروح الحرب العالمية الثانية، في خطاب تلفزيوني يوم الإثنين إلى أنه قد يتخلى عن العرش بسبب تقدمه في السن.
ورغم أن ناروهيتو (56 عاماً) ينظر له على أنه جاهز للخلافة واضطلع بالفعل بمهام رسمية أكثر، فإن زوجته ماساكو (52 عاماً) التي رفضت عرضه للزواج مرتين خلال رحلة طويلة بدأت قبل قرابة 30 عاماً، وجدت صعوبة في لعب دور زوجة ولي العهد.
معارك مع الاكتئاب
وخاضت ماساكو، التي تلقت تعليمها في جامعة هارفارد وتخلت على مضض عن مشوار مهني كدبلوماسية لتتزوج، معارك مع الاكتئاب لأكثر من عقد، فيما كانت تكافح للتكيف مع الحياة في القصر الإمبراطوري ومع الضغوط لإنجاب ابن.
ولا يمكن لابنتهما أيكو (14 عاماً) أن تجلس على العرش بموجب قوانين الخلافة التي تقصر هذا الحق على الذكور.
وفي عام 2012، أقرت ماساكو التي أمضت جزءاً كبيراً من حياتها في الخارج، وتتكلم عدة لغات أنها تعاني من مرض مرتبط بالضغط النفسي منذ فترة طويلة، ولا تظهر ماساكو في العلن إلا على فترات متقطعة.
ويقول أستاذ في جامعة ولاية بورتلاند كينيث روف إن "الشعبية الإمبراطورية عادة ما تكتسب من خلال تأدية مهام عامة خلال فترة الحكم".
وتابع "إذا قام ناروهيتو بذلك فلا يوجد سبب للاعتقاد بأنه سيحظى باحترام أقل من والده، لكن التكهن بشأن الوضع في حالة ماساكو أكثر صعوبة".
وأوضح ناروهيتو أنه سيواصل عمل والده في تذكير الناس بأهمية السلام، حتى في الوقت الذي يتحرك فيه رئيس الوزراء شينزو آبي لإعادة صياغة تاريخ الحرب بنبرة أقل ميلا للاعتذار.
لكنه معروف بدفاعه الحماسي عن ماساكو التي اختفت عن أنظار الرأي العام في 2003 بعد إصابتها بنوع من الطفح الجلدي، وما وصف بعد ذلك باضطرابات في التكيف.
اختفاء عن الأنظار
وفي 2004 نشب خلاف علني نادر بين ناروهيتو والبلاط الإمبراطوري المسؤول عن تنظيم أنشطة الأسرة الإمبراطورية، بعدما قال إن ماساكو التي كانت تأمل في استخدام خبرتها الدبلوماسية، وهي زوجة لولي العهد "استنزفت طاقتها بالكامل" في محاولتها للتكيف مع حياة القصر.
وقال "نعم كانت هناك محاولات لطمس مسيرة ماساكو المهنية وشخصيتها المتأثرة بهذه المسيرة".
واستمر دفاع ناروهيتو على مدى الأعوام التي شهدت أيضاً انتقاد صحف لزوجته لتجنبها الظهور، في 2008 طلب ناروهيتو قدراً من التفهم قائلاً "ماساكو تواصل بذل كل جهودها بمساعدة المحيطين بها".
وتتضمن واجبات الإمبراطور حضور المراسم الدينية وافتتاح جلسات البرلمان، لكن أنشطة الرعاية الاجتماعية باتت تحظى بقدر كبير من الأهمية.
ولا تزال صور أكيهيتو وميتشيكو وهما يرتديان ملابس غير رسمية ويجلسان بجوار ضحايا الكوارث في مراكز الإجلاء محفورة في ذاكرة الرأي العام، كما زاراً أيضاً مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين.
وتقول الصحفية والأستاذة زائرة في جامعة بونكا جاكوين، ميدوري واتانابي، إن وجود الزوجين معاً له قيمة خاصة.
وأضافت "المهم هو أن الاثنين معاً، وعدها أن يحميها حتى آخر لحظة في عمرهما، أعتقد أنها ستبذل جهوداً من أجله".