نصف الفرنسيين توقفوا عن سحب النقود بانتظام: هل تقترب نهاية المال الورقي؟

يورو تايمز / باريس
يتراجع استخدام المال النقدي في فرنسا بوتيرة متسارعة، وفقًا لاستطلاع جديد أجرته منصة Panorabanques، حيث أظهر أن 42% من الفرنسيين لا يسحبون المال من أجهزة الصراف الآلي سوى مرة واحدة في الشهر أو أقل، بينما 7% لا يقومون بأي سحب نقدي على الإطلاق.
ويشير التقرير إلى أن 49% من المستطلعين يسحبون أموالًا أقل من مرة شهريًا، فيما ثلث الفرنسيين (33%) يسحبون نقدًا بين مرة ومرتين في الشهر، و14% ثلاث إلى أربع مرات، وفقط 4% أكثر من خمس مرات شهريًا.
تراجع التعامل بالنقد وارتفاع المدفوعات الإلكترونية
بحسب بنك فرنسا، فإن المدفوعات بواسطة البطاقات المصرفية تجاوزت العام الماضي للمرة الأولى المدفوعات النقدية من حيث العدد، إذ شكلت 48% من العمليات المالية مقابل 43% فقط للنقد.
ويستخدم الفرنسيون النقد بشكل أساسي في المتاجر الصغيرة (55%)، الأسواق الشعبية (54%)، أسواق السلع المستعملة (39%)، والإكراميات (39%)، بينما 6% لا يستخدمون المال الورقي أبدًا.
الشيكات… وسيلة فرنسية مميزة
رغم اختفائها تقريبًا في معظم دول أوروبا، ما زال الشيك وسيلة دفع شائعة في فرنسا. فوفقًا للتقرير، تصدر فرنسا نحو 9 من أصل 10 شيكات في الاتحاد الأوروبي، ويكتب المواطن الفرنسي في المتوسط خمسة شيكات سنويًا.
ولا يزال 38% من الفرنسيين يستخدمون الشيكات عدة مرات في السنة، و16% مرة واحدة شهريًا، بينما 9% لا يمتلكون دفتر شيكات أصلًا، و9% آخرون يمتلكونه دون استخدامه مطلقًا. وتبرز الفوارق الجيلية بوضوح في هذا المجال، إذ لا يستخدم 38% من الفئة العمرية 18-34 عامًا الشيكات أبدًا، مقابل 10% فقط بين من تجاوزوا 66 عامًا.
التحول نحو الوسائل الرقمية
بالتوازي مع تراجع الوسائل التقليدية، يزداد الاعتماد على المدفوعات الإلكترونية بشكل واضح. فقد أظهر الاستطلاع أن 76% من الفرنسيين يستخدمون التحويلات الفورية (بزيادة 8 نقاط عن العام الماضي بعد أن أصبحت مجانية منذ يناير 2025)، بينما 27% يعتمدون على الدفع عبر الهاتف (Apple Pay وGoogle Pay)، و22% يستخدمون بطاقات مصرفية افتراضية، و28% منصات استرداد الأموال (Cashback).
ذكاء اصطناعي يثير الحذر
رغم انتشار الخدمات الرقمية، 63% من الفرنسيين لا يثقون بخدمات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها البنوك، في حين أن 37% فقط ينظرون إليها بإيجابية، خصوصًا لاستخدامها في محاكاة القروض، وإدارة الميزانيات والمدفوعات التلقائية، أو تلقي نصائح استثمارية.
المصدر: Le Parisien / Panorabanques