باريس تحقق هدفها بإنشاء 300 شارع خالٍ من السيارات قرب المدارس

يورو تايمز / باريس
احتفلت بلدية باريس هذا الأسبوع بإنجاز هدفها المتمثل في تحويل أكثر من 300 شارع قرب المدارس إلى مناطق مخصصة للمشاة، في خطوة تهدف إلى تحسين السلامة والبيئة المحيطة بالأطفال وجعل العاصمة الفرنسية أكثر هدوءًا وصديقة للعائلات.
وبحسب ما نقلته صحيفة لو باريزيان، فقد تم تنظيم احتفال خاص في شارع تاندو (rue Tandou) في الدائرة التاسعة عشرة، أحد الأحياء التي تم فيها تنفيذ هذه المبادرة التي أطلقتها البلدية قبل خمس سنوات تحت اسم «الشوارع قرب المدارس» (Rues aux écoles).
مبادرة خضراء تتحقق بعد خمس سنوات
كان الهدف الذي حددته البلدية عام 2020، خلال الحملة الانتخابية لرئيسة بلدية باريس آن هيدالغو ونائبها لشؤون النقل دافيد بيليار من حزب الخضر، هو تحويل 300 شارع إلى مناطق خالية من السيارات قبل نهاية الولاية البلدية، وهو ما تحقق بالفعل هذا العام.
وقال بيليار في تصريحات للصحيفة: “نحوّل شارعًا أو اثنين كل شهر، ومع نهاية الولاية سنكون تجاوزنا 300 شارع قرب المدارس، بينها مئة شارع تمت تهيئتها وتزيينها بالخضرة. إنها جزر حضرية أعيدت إلى الأطفال والسكان، وأنا فخور جدًا بهذه النتيجة.”
أمن الأطفال وجودة الحياة
الهدف الأساسي من هذه الخطوة، بحسب مسؤولي البلدية، هو حماية الأطفال من حركة المرور الكثيفة أمام المدارس وتمكينهم من السير أو اللعب بأمان. وقال باتريك بلوش، النائب الأول لرئيسة البلدية: “نريد أن تكون باريس مدينة يمكن فيها ترك يد الطفل بأمان في الشارع.”
كما أضاف فرنسوا دانيود، عمدة الدائرة التاسعة عشرة، أن هذه الشوارع “خلقت فضاءات للّعب والتواصل بين الأهالي”، مؤكدًا أن المشروع عزز الروابط الاجتماعية بين سكان الأحياء.
انخفاض التلوث بنسبة تصل إلى 30٪
وفي دراسة نُشرت عام 2024 عن تأثير هذه الشوارع على جودة الهواء، أظهرت جمعية Respire أن معدلات ثاني أكسيد النيتروجين انخفضت بنسبة تصل إلى 30٪ في بعض المناطق بعد إغلاق الشوارع أمام السيارات، خاصة في ضواحي باريس مثل باغنوليه.
وتؤكد بلدية باريس أن هذه النتائج البيئية الإيجابية تعزز خطتها لتوسيع المشروع ليشمل أحياء جديدة خلال السنوات المقبلة.
دعم واسع رغم بعض التحفظات
ورغم التأييد الشعبي الواسع، لا تزال بعض الأصوات المتحفظة تظهر، لا سيما بين التجار الذين يعتبرون أن إغلاق الشوارع يعقّد عمليات التسليم ويغير أنماط الحركة في الأحياء. لكن نائب رئيسة البلدية توماس شوفاندير أشار إلى أن الدراسات تثبت عكس ذلك، قائلاً: “كل مرة نحول شارعًا إلى منطقة للمشاة، ترتفع مبيعات المحلات التجارية في محيطه.”
توسيع المشروع إلى 500 شارع مشجّر
وتستعد بلدية باريس الآن لإطلاق مرحلة جديدة من المشروع، تشمل تجميل وتخضير 500 شارع إضافي ضمن خطة التوسع البيئي التي أقرتها تصويتات المواطنين في مارس الماضي.