عرب اوروبا

قلق أوروبي.. ماذا يعني فوز اليمين المتطرف في انتخابات فرنسا؟

بعد النتيجة التاريخية بتصدرالتجمع الوطني لليمين المتطرف نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، يسود ترقب قلق الجولة الثانية من الانتخابات في 7 يوليو (تموز)، وتطرح المرحلة تحديات وتساؤلات عدة أبرزها علاقة فرنسا بالاتحاد الأوروبي.وقال زعيم التجمع الوطني جوردان بارديلا إن فرنسا ستسعى إلى “الدفاع عن مصالحها” فوق مصالح أوروبا إذا فاز حزبه بالسلطة في باريس.

ويشير تقرير لتوم واتلينغ في صحيفة “إندبندنت” إلى أن اليمين المتطرف في فرنسا بات على بعد خطوة واحدة من السلطة، بعد عقود من محاولات تحسين صورته، وتمكن من تحقيق فوز ساحق في أول جولة من الانتخابات الوطنية.

وأكدت وزارة الداخلية الفرنسية مساء أمس أن حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان فاز بـ 33% من الأصوات، وذلك بعد أن دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى انتخابات مبكرة مفاجئة في بداية يونيو (حزيران).

وتراجع ائتلاف الرئيس الوسطي  إلى المركز الثالث بـ 20% فقط من الأصوات، في حين فازت الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية بنحو 28%.

اليمين المتطرف في أوروبا

مع اجتياح السياسات اليمينية المتطرفة لأوروبا، خاصةً في إيطاليا، والمجر ، وسلوفاكيا تسلط صحيفة “إندبندنت” الضوء على التداعيات المحتملة لفوز زعيم شعبوي آخر بالسلطة في القارة.

ووفق الصحيفة، في حالة فوز حزب التجمع الوطني بالأغلبية في الجولة الثانية من الانتخابات في 7 يوليو (تموز)، وهي النتيجة التي تبدو محتملة بشكل واضح، فإن أحد العضوين الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي سيديره فجأة حزب حريص على انتزاع السلطة من بروكسل، في إشارة إلى رغبة اليمين المعلنة في الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقد تعهد زعيم حزب التجمع الوطني، جوردان بارديلا، 28 عاماً، والذي اختارته لوبان شخصياً لإدارة الحزب والذي من المرجح أن يصبح رئيس الوزراء القادم لفرنسا “بالدفاع عن مصالح فرنسا” على المسرح الأوروبي.

وقال الشهر الماضي إن “وصولنا إلى السلطة سيمثل عودة فرنسا إلى المسرح الأوروبي ـ للدفاع عن مصالحها”.

لم يعد الخروج من الاتحاد الأوروبي سمة من سمات برنامج حزب التجمع الوطني فقد هزمه ماكرون في الانتخابات الرئاسية في 2017، والتي كانت واضحة خلالها معارضته لبروكسل.

قواعد الاتحاد الأوروبي

وقال بارديلا إن حزبه مستعد للتفاوض على “استثناءات” لعدد من قواعد الاتحاد الأوروبي لفرنسا، بما في ذلك أهداف تشريع “تفضيل وطني” للشركات والزراعة الفرنسية، في انتهاك لقواعد السوق الأوروبية الموحدة.

وتحدث أيضاً عن الضغط لمراجعة اتفاقيات التجارة الحرة للاتحاد الأوروبي التي لا “تحترم” فرنسا وتمنع أي توسع آخر للاتحاد الأوروبي.

وأشار مجلس العلاقات الخارجية،مؤسسة البحث في الولايات المتحدة، إلى أن مثل هذه التحركات من شأنها أن تجعل النظام القانوني الأوروبي “مهتزاً على نحو متزايد” في وقت أصبحت فيه الوحدة، في مواجهة روسيا فلاديمير بوتن والشعبوية،  أمراً بالغ الأهمية.

وحسب المجلس، إذا لم تعد فرنسا راغبة في اتباع قواعد الاتحاد الأوروبي أو تنفيذ القرارات التي يتخذها مجلس الوزراء الأوروبي بأمانة، فلا يرجح أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من الاستمرار في العمل كما فعل خلال العقود القليلة الماضية، في ظل الاتفاق على أن فرنسا، إلى جانب ألمانيا، هي القوة الدافعة للكتلة.

قلق من التجمع الوطني

وحسب التقرير، من بين الأسباب الأخرى المثيرة للقلق في بروكسل موقف التجمع الوطني من الهجرة والإسلام؛ فقد تعرضت آراءه لانتقادات منتظمة باعتبارها تمييزية.

وتشبه الصحيفة مواقع التجمع الوطني بمواقف الحكومة المجرية التي حولت بودابست إلى شبح الاتحاد الأوروبي، على حد وصف التقرير.

تمتد أيديولوجية “التفضيل الوطني” التي يتبناها التجمع الوطني إلى إعطاء الأولوية للمولودين في فرنسا للحصول على الرعاية الصحية، ومزايا الدولة، في حين يعتزم أيضًا تقديم قانون لمكافحة “الأيديولوجيات الإسلامية” بتسهيل إغلاق المساجد وترحيل الأئمة الذين يعتبرون متطرفين.

أما العلاقات الفرنسية مع المملكة المتحدة، التي يبدو أنها ستخضع لسيطرة حزب العمال في نهاية هذا الأسبوع، فلا يزال من غير المؤكد كيفية التنسيق بين الطرفين.

وفي حديثه اليوم عن نتائج الجولة الأولى في فرنسا، قال زعيم حزب العمال كير ستارمر: “الدرس الذي أتعلمه من القومية والشعبوية أينما كانت، في جميع أنحاء أوروبا أو في العالم، هو أننا في حاجة إلى معالجة المخاوف اليومية للناس”.

وأضاف “نحن في حاجة إلى أن نظهر في المملكة المتحدة يوم الخميس وفي كل العالم أن التقدميين فقط هم الذين يملكون الإجابات، ولكننا في حاجة أيضًا إلى فهم سبب شعور الناس بالاستياء من السياسة وشرح لماذا تعتبر السياسة قوة من أجل الخير”.

وعن دورة الألعاب الأولمبية في باريس، التي تبدأ بعد 19 يوماً من الجولة الثانية من التصويت، وعد المسؤولون بأن السياسة لن يكون لها أي تأثير على المنافسة.

وقال منظمو باريس 2024 إنهم مستعدون لتنظيم الألعاب بعد7 أعوتم من التحضير وللمساعدة في توحيد الأمة.

وجاء في البيان “قبل بضعة أسابيع فقط على انطلاق الألعاب، دخلنا مرحلة تشغيلية عالية المستوى، اتخذنا جميع القرارات الرئيسية منذ فترة طويلة”.

وأضاف “من الواضح أن الدولة لاعب رئيسي، لكننا نعلم أنه يمكننا الاعتماد على مشاركتها الكاملة ومشاركة خدماتنا العامة، حتى في سياق هذه الانتخابات المبكرة، للمضي قدماً في القضايا المتبقية”.

زر الذهاب إلى الأعلى