فيلم هندي عن القمع الجنسي يستأثر بالإعجاب في مهرجان كان
استحوذ الفيلم الهندي “أغرا”، الذي عُرض ضمن تظاهرة “نظرة ما.. Un Certain Regard” في فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي 2023، على اهتمام النقاد والجمهور.
والفيلم هو الثاني لمخرجه كانو بيهل، الذي يشارك في مهرجان كان، بعدما كانت المشاركة الأولى عام 2014، مع فيلم “تيلتي”، وكلاهما عرض للمرة الأولى على الشاشة في إطار مسابقة “أسبوع المخرجين”.
ويتناول الفيلم حقيقة النظام الأبوي في الهند من منظور البؤس الجنسي للذكور، عارضاً للقمع الذي يتعرض له شاب يعمل في مركز اتصالات، لا يزال أعزب ويعيش مع والديه، تستهلك أفكاره الرغبات والغرق في الأوهام المثيرة للشفقة، نتيجة تطبيقات المواعدة.
وفي تصريح لمجلة “فارايتي“، ذكر المخرج أنّه كان يعيش في دوامة ليقدم عملاً على مستوى المهرجان، بعد التقييم الممتاز، الذي حصده فيلمه السابق من قبل نقّاد وجماهير مهرجان “كان” عام 2014.
مصدر فكرة الفيلم
وذكر كانو بيهل أن الفكرة تولّدت لديه عندما التقى موظفاً حكومياً شاباً يعاني من القمع الجنسي، ويدمن على تطبيقات المواعدة، عندها أسقط الفيلم على ذاته، واستنتج أنه ترعرع شخصياً ومثله الكثير من الشباب في بلاده في بيئة متشددة، تقمع كل الأفكار الجنسية المتحررة، لاسيما في سنوات المراهقة.
وأوضح أن الفيلم يسلط الضوء على بيئة هندية معينة، النضج الجنسي فيها متأخّر جداً، وكل الأفكار مكبوتة، لذلك كانت خطوته التالية بإنزال أفكاره ثقافياً واجتماعياً وسياسياً على شريحة من الناس، يعيشون في مساحة صغيرة في ظل زحام سكاني، كيفية تأثير النشاط الجنسي على واقعهم المادي، مع السيطرة الدائم للأفكار المثيرة مهما كانت صغيرة على النفسيات.
بين التمويل وكورونا
بمجرد كتابة السيناريو، كانت المرحلة التالية هي العثور على التمويل، واستمر الوضع فترة طويلة، لذلك تأخّر البدء بالفيلم إلى 2020، بعدما كان حوالى 40% من الميزانية فقط قد تأمن بحلول منتصف 2017. واستغرق الأمر عامين آخرين للعثور على الشركاء المناسبين في الهند، على ما أوضح المخرج.
وكشف أنّه تمّ تصوير الفيلم في النهاية بين يونيو (حزيران) ويوليو (يوليو) 2019، لكن جاءت جائحة كورونا، لتبقيه في الأدراج، وكادت أن تقضيه عليه بشكل نهائي، إلى أن جاءت فرصة مهرجان كان، وحقق العرض الأول للفيلم كل هذا التقدير.
فيلم جديد
يحضر حالياً لإطلاق فيلم جديد بعنوان “ديسباتش”، وهو في مرحلة المونتاج. ومن المقرر أن يشارك في مهرجان “الخريف”، ويتناول قصة صحافي يلاحق جرائم وقعت في مدرسة قديمة، تصل به إلى عالم من جرائم الشركات وقبل الناس كفئران تجارب.