تفاصيل المفاوضات لاطلاق 212 آشورياً محتجزاً لدى داعش : 22 مليون دولار واليد على السكين
متابعة / يورو برس عربية
22 مليون دولار هو المبلغ الذي يطالب به "داعش" لإطلاق سراح الرهائن الآشوريين. 22 مليون دولار أغلقت باب المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بعد تمسك التنظيم بالمبلغ، ورفضه استقبال أيّ وسيط إلا وبيده "الكنز الكبير"، مصير 212 آشورياً معلقاً بين تأمين المال وسكّين "السفاح"، فأيّ نهاية سيلقاها هؤلاء؟
"في آخر رسالة حملها الوسيط من أسقف كنيسة المشرق مار افرام اثنائيل الى "داعش" كانت تحمل عرضاً بمليون دولار كهدية للافراج عن الرهائن، فرُفض العرض من قبل التنظيم الذي يطمح الى الحصول على مبلغ كبير، وانتهى الحوار عند هذه النقطة. كان ذلك في شهر آذار الفائت، لتعاود قوى حالية الآن العمل على إعادة إحياء المفاوضات من دون أيّ أمل بنجاحها"، بحسب مدير الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان أسامة إدوارد. وقد علّق راعي كنيسة مار جرجس للآشوريين الأب سيرغون زومايا في اتصال مع "النهار" على الموضوع قائلاً: "مئة الف دولار على كل رهينة هذا ما يريده التنظيم، المبلغ كبير والكنيسة الآشورية لا تستطيع تأمينه".
في منطقة الشدادة جنوب مدينة الحسكة يحتجز "داعش" الاشوريين المختطفين، وذلك بعد الهجوم الذي شنّه على بلداتهم فجر 23 شباط الفائت، ما أدّى الى خطف 235 آشوريًّا من محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا. أطلق سراح 23 رهينة وفق توثيقات الشبكة الآشورية، وشرح ادوارد ان "الرهائن مقسمون إلى مجموعات، وموزّعون على عدة أماكن، وينتظرون مصيرًا لا يد لهم فيه، وكل ما أخشاه ان يكون مصيرًا اسود".
طرفان شاركا في المفاوضات مع "داعش"، الطرف الأول يضمّ قادة ميدانيين محليّين سبق أن تفاوضوا مع التنظيم، وتوصلوا الى إطلاق سبعة آشوريين مقابل جزية بلغت 1700 دولار عن كل شخص في شهر تشرين الثاني الماضي، أما الطرف الثاني فزعماء عشائر عربية لها نفوذها كعشيرة الطيّ والجبور اللتين لهما حضور قوي في مناطق سيطرة "داعش". والطرفان يعملان تحت مظلة أسقف كنيسة المشرق مار افرام اثنائيل.
من المستفيد؟
هناك أطراف مستفيدة من إبقاء الوضع الراهن والرهائن مع "داعش"، لا بل هناك أطراف ستستفيد حكماً وحتماً في حال قتل وذبح هؤلاء الرهائن، وشرح ادوارد "النظام سيستفيد كونه سيعزز صورة "داعش" الارهابية من جهة، ومن جهة اخرى تمّ تأخير ومنع التنظيم من القيام بهدفه، حيث كان يستعد لإطلاق هجوم واسع النطاق على مدينة الحسكة مركز ومعقل النظام في الجزيرة، فتمّ إلهائه في القرى الاشورية".
هذا من طرف النظام اما من طرف الاكراد فإن "قوات حماية الشعب الكردي التابعة للادراة الذاتية مستفيدة من إبقاء هذا الملف معلّقًا لأنه كلما ساءت صورة "داعش" وكلما هاجمت وقتلت الاشوريين كلما دفع ذلك قوات التحالف الدولي الى قصفه، وبالتالي ستطهّر المنطقة بالكامل من الوجود الداعشي ويبقى الاكراد مسيطرين من دون ان يدفعوا أثمانًا عسكرية او حتى بشرية، ويعزّز موقع الاكراد على الساحة كشريك دولي في الحرب على الارهاب". واستطرد ادوارد معتبراً ان "الاستفادة الثالثة للاكراد تطهير المنطقة من الاشوريين بعد العرب تمهيدًا لإفراغها من غيرهم من المكونات".
أما الطرف الثالث المستفيد من قضية الرهائن فهي" ميليشيات مسيحية تهدف الى إفراغ المنطقة من الوجود الاشوري، لن أتحدّث أكثر من ذلك في هذه النقطة وسأترك الامر لمرحلة قادمة".
لو أن !
المشكلة بحسب ادوارد أن "الاشوريين في سوريا ليسوا رقمًا في المعادلة الدولية، وليس لديهم ظهير اقليمي ودولي، ولا توجد قوى دولية ترضى او تسعى او تبادر لمساعدتهم، ليسوا قوة ضاربة في الشرق، فلو كان لديهم 10 آلاف مقاتل لكانت الدول الغربية على رأس المبادرين لحلّ أزمتهم. لكن هذا المكوّن الإثنيّ الصغير لا يشكّل أيّ إغراء للدول الغربية، وبالتالي هو متروك لمواجهة مصيره بيده". في حين وضع زومايا "مئة الف إشارة استفهام على سكوت الدول عما يحصل للاشوريين".
ماذا لو؟
اذا كان زومايا يخشى على الرهائن ومن مواجهة الأسوء، فان ادوار استعبد ان يستمر الوضع الامني والعسكري في الجزيرة مستقرًّا كما هو الآن "الايام الآتية ستشهد تغييرات كبرى ليس فقط في الجزيرة بل في سوريا والمنطقة، لذلك من الممكن ان نشهد مساومات، وان ينخفض المبلغ قليلاً، اما اذا لم يتأمّن المال وانا استبعد ان تقوم دولة بدفعه سيكون الرهائن في مواجهة الموت وجهاً لوجه".
المصدر : صحيفة الحياة
وكالة الصحافة الاوروبية بالعربية