نيويورك تايمز : أوروبا و سياسات اللجوء
وصول مئات الألوف من المهاجرين يضع الاتحاد الأوروبي أمام الاختبار، بطريقة لم تفرضها أية أزمات أخرى من قبل. فهل يدفع الضغط الأخلاقي الاتحاد الأوروبي نحو فعل شيء ما؟
ترجع هذه الهجرة إلى قضايا لا يستطيع الاتحاد الأوروبي حلها بمفرده، مثل الحرب في سوريا والعراق والفوضى في ليبيا والأنظمة السيئة والوحشية في القارة الإفريقية. إلا أن سياسات الاتحاد الأوروبي الفاشلة المتعلقة باللجوء لا يمكنها الإفلات من اللوم نتيجة لمعاناة آلاف الأشخاص الساعين إلى الهرب من هذه الأزمات. وتقدم أوروبا سبلاً قانونية محدودة للاجئين، مما جعل عصابات تهريب البشر الإجرامية تنتشر.
ويعد «نظام دبلن» في الاتحاد الأوروبي جزءًا كبيراً من المشكلة. فبموجب هذا النظام الذي وضع في تسعينات القرن العشرين، يتوجب على المهاجرين طلب اللجوء السياسي في أول دولة يصلون إليها، وهذا أثقل كاهل الدولتين المطلتين على سواحل المتوسط، وهما إيطاليا واليونان. إلا أن ألمانيا من جهتها تجاهلت هذا النظام، أخيراً. ومن المفترض أن تستقبل ألمانيا 800 ألف لاجئ العام الحالي، وأوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن على بقية أوروبا أن تتقاسم أعباء اللاجئين.
ودعت كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا إلى اجتماع طارئ لوزراء الاتحاد الأوروبي للبحث عن حلول لأزمة المهاجرين، ويفترض مناقشة التهرب من «نظام دبلن»، كما يجب أن يهتم الوزراء بخطة إصلاح نظام الهجرة التي اقترحه وزير الخارجية الألماني ونائبه، ومن بين ذلك قانون اللجوء السياسي والتوزيع العادل للاجئين على دول الاتحاد الأوروبي، ومسألة تقديم المساعدات للدول بسبب الأزمة وفرض عمليات إنقاذ بحرية على دول البحر المتوسط. قتل نحو 71 شخصاً في حافلة في النمسا، وسيتكرر الأمر ذاته إلا في حال قدمت أوروبا بديلاً إنسانياً ينقذ المهاجرين من المهربين.