سلام قاسم : هل مات الفنان العراقي
المتابع لصفحات الفنانين العراقيين في وسائل التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك مثلا ) ، يلاحظ عدم اهتمامهم ومبالاتهم بما يمر البلد من احداث قاسية فرضت عليه . بإستثناء القلة القليلة منهم ، والذين بالكاد يكتبون موقفا بين الحين والاخر، او ينشرون خبرا يتيما ، او تعليقا بسيطا يمس هموم المواطن العراقي.
والادهى من ذلك نجد الفنان العراقي اكثر فناني العالم تذمرا ،تارة يشتكي من اهمال وزارة الثقافة ، واخرى من الفضائيات ، واخرى من قلة الأنتاج ، واحيانا من عدم الأهتمام به وهكذا.
وانا اذ اؤكد ان على الدولة وجميع المؤسسات المختصة بالثقافة رعاية الفنان العراقي ، وخاصة الملتزمين منهم بقضايا بلدهم ، وما يمر به من ارهاب خطير، من قبل ثلة مجرمة من الأرهابيين او ما يسمى بداعش . لكن على ان لا تتحول تلك الرعاية الى وسيلة استجداء لبعض الفنانين ممن لا يحملون هموم وطنهم وشعبهم ويضعونها في أعلى سلم الاولويات.
وكثيرا ما نلحظ تعالي الاصوات الداعية الى الاهتمام بفنان معين اذا مرض أو تقدم به العمر ، وربما يشتكي كثيرون من إهمال الجهات المعنية بالثقافة لهذا الفنان او ذاك ممن يحتاج الى رعاية الدولة ، حتى مع الظرف الاستثنائي الذي يمر به العراق الذي يواجه تحديات خطيرة من قوى الظلام والارهاب ومن يساندها .
ومع ذلك نجد ان الكثير من الفنانين العراقيين يعملون لقنوات إعلامية مشبوهة لا تتوانى عن دعم التطرف والارهاب وتسئ للحمة الوطنية بين أبناء البلد الواحد.
ومع ذلك يشتكي البعض منهم من اهمال الدولة لهم ؟ يا له من تناقض كبير ؟!
اليوم صار لزاما على الفنان العراقي ان يحدد موقفه وأين يمكن أن يضع قدمه وفي أي خندق يرابط ؟ فاذا كان الخيار الوقوف في خندق الشعب والدولة ، فعليه ان يقدم اعمالا تدين الارهاب وتفضح القائمين عليه، سواء كان عملا مسرحيا او غناء او سينما او تشكيل او اي فن اخر.
لكننا الى الان لم نشاهد اي عمل يستحق المشاهدة ، حتى لم نجد فنانينا الكبار وهم يشاركون المقاتلين في جبهات القتال ، او على الاقل زيارة المدن المحررة من تنظيم داعش الارهابي ؟ كما لم نشاهدهم بين عوائل شهداء سبايكر؟
أليس من المعيب ان يأتي بعض الفنانين المصريين ومنهم ( الفنان احمد ماهر والفنانة حنان شوقي وغيرهم ) الى العراق ويزورون موقع مجزرة سبايكر ، ويتعاطفون مع اسر الضحايا ، ويبكون بدموع صادقة، ويعلنون دعمهم للقوات المسلحة في معركتها ضد الأرهاب ، والفنان العراقي مغيب عن المشهد ( ربما بعضهم اصلا مايعرف سبايكر شنو صار بيها ) ؟!
بصريح العبارة .. كان أغلب الفنانين العراقيين في ايام الحرب العراقية الايرانية يساقون كما تساق القطيع لتسجيل الاناشيد التي تصدح بحب القائد ، وانا على يقين ان اغلبهم كان يلعن القائد بقلبه لكن من الخوف كان يغني له طربا ؟!اليوم انتم في بلد ديمقراطي وفيه مساحة للحرية وللتعبير عن الرأي ، فلماذا كل هذا السكوت ؟!
هل يبقى الفن العراقي محصور بيد كم مهرج ، يعدون على اصابع اليد .. وهؤلاء اكاد اجزم انهم لا يفقهون شيئا عن هموم المواطن ؟
شخصيات مثل (حمودي وسعودي والقزم وغيرهم) هل على هؤلاء نعول يانقابة الفنانين العراقيين ؟!
الا تستحق مدينة تكريت احتفالية بمناسبة تحريرها ؟!
يانقابتنا .. الا يستحق شهداء سبايكر عمل فني يخلدهم ؟!
الا يستحق هؤلاء الشهداء الابطال أن تزوروا موقع الجريمة التي قضت على حياتهم ؟
طبعا كلامي هذا ينطبق ايضا على نقابات اخرى مثل نقابة الصحفيين العراقيين واتحاد الصحفيين واتحاد الأدباء
وغيرهم من النقابات المهتمة في مجال الادب والفن ؟ لعلهم يخجلون
#كاتب وصحفي عراقي