عرب اوروبا

مأساة لا تتوقف ..الناجون من غرق مراكب المهاجرين يبكون أطفالاً انتزعتهم المياه

يورو برس عربية / متابعة

يتلقى أهال نجوا من الموت في كارثة غرق مركب مهاجرين في البحر المتوسط، مساعدة نفسية في صقلية، بعد الفاجعة التي فقدوا فيها أبناءهم عندما انقلب مركبهم فافلتوا منهم وجرفتهم الأمواج.

وكان يفترض برحلة عبور المتوسط أن تكون بداية لحياة جديدة في أوروبا، لكن في مركز "سانت روزاليا" الذي تديره جمعية كاريتاس الإنسانية، يجلس الأهالي المفجوعون الذين أنقذوا من البحر قبالة السواحل الليبية كمخدرين، يراقبون الأطفال الناجين ويتساءلون عن المستقبل.

ويبذل أطباء نفس ومتطوعون وعناصر من منظمة أطباء بلا حدود، كل ما بوسعهم للتخفيف عن 367 ناجياً نقلتهم سفينة دورية إيرلندية إلى صقلية بعد أن أنقذتهم من كارثة الأربعاء.

وفي فناء المركز تعانق طبيبة النفس آنا كولوتا سيدة محجبة ثم أخرى، وعلى مقربة منهن 3 أطفال ما زالوا ينتعلون أحذية بلاستيكية، تم توزيعها عليهم لدى نزولهم من السفينة، يلعبون مع أحد المتطوعين.

الفاجعة

وقالت كولوتا: "غرق المركب أكبر فاجعة من نوعها، لأن بين الجثث المنتشلة والمفقودين العديد من الأطفال".

وبين الناجين أم سورية شابة كانت تأمل في الالتحاق بزوجها في السويد مع ابنهما، لكنها شاهدته يغرق مع مركب الصيد.

وقالت كولوتا عن الوالدة الشابة: "غادرت بفكرة مستقبل مليء بالأمل ثم وقعت كارثة، اتصلت بزوجها تخبره ولم تتكلم منذ ذلك الحين".

ووصفت الشرطة مشاهد عنف وخوف في اللحظات التي سبقت المأساة، ونقلت الشرطة عن ناجين أن المهربين قاموا بضربهم بسكاكين وجلدهم بأحزمة.

وتم اعتقال 5 مشتبه بهم من ليبيا والجزائر وتونس، بعد أن قال شهود عيان إنهم حبسوا نحو 250 من الركاب اليائسين في المركب، قبل وقت قصير من وقوع الكارثة، دون إعطائهم فرصة للنجاة عندما غرق المركب.

العبء النفسي

وذكرت كولوتا أن الناجين بحاجة لمساعدة "في حمل عبئهم النفسي والعاطفي".

وأوضحت المنسقة في جمعية أطباء بلا حدود عن صقلية كيارا مونتالدو "أنهم بحاجة للتكلم والتنفيس"، وشرحت أن منظمتها استحضرت فريقاً من المساعدين إلى المركز "الذين يتحدثون نفس اللغة ولديهم نفس التقاليد".

وأضافت: "أهم شيء أن هؤلاء الأشخاص يشعرون أن صوتهم مسموع لأنهم في ضياع كلي، فقدوا أبناءهم في بلد لا يعرفونه، لذا فإن الحصول على شيء يذكرهم بثقافتهم أو معتادون عليه، مسألة أساسية".

وتابعت كولوتا أن الناجين يعانون مرتين "فإضافة إلى غرق المركب فقدوا أبناءهم"، وكل ذلك بعد عناء رحلة طويلة وصعبة وغالباً ما تكون خطرة من ديارهم إلى نقاط انطلاق في ليبيا، وقالت: "نحتاج للتواجد على مقربة منهم لمساعدتهم في تشاطر المعاناة".

أطفال بلا عائلاتهم

والتعامل مع الأطفال الذين فقدوا أشقاء أو شقيقات أو أباء يختلف، وتشرح كولوتا: "معهم الأمر يتعلق باللعب، يجب أن نصرف انتباههم، يلعبون وعند اللعب يحمون أنفسهم من شيء أكبر منهم".

ويحاول المتطوعون إذا كان ذلك ممكناً، الاتصال هاتفياً بأقارب للأطفال ليتكلموا معهم، وللصغار يمكن أن تدعي سيدة أنها والدتهم، صوت امرأة على الهاتف غالباً ما يطمئنهم.

ولا يخبر أصغر الصغار أن والديهم توفوا "نقول لهم أن والدتهم ذهبت للعمل، وأنها في الخارج".

وللأمهات تقول كولوتا "إنهن خارقات، لديهن قوة وشجاعة رائعة كي يتعلقن بالحياة والمستقبل، هن متأكدات من أن حياتهن يمكن أن تصبح أفضل"، وأضافت "إنه استكشاف ودرس للجميع".

وترمز لهذا المستقبل ناجية فقدت 3 من أبنائها في البحر المتوسط، لتكتشف لدى وصولها الخميس إلى إيطاليا بأنها حامل.
 

ا.ف.ب
زر الذهاب إلى الأعلى