الهجرة الخارجية تحافظ على النمو السكاني في فنلندا وسط تراجع الولادات والتنقل الداخلي

يورو تايمز / هلسنكي
كشفت بيانات أولية من هيئة الإحصاء الفنلندية حول حركة التنقل الداخلي بين أغسطس 2024 ويوليو 2025 أن عددًا متزايدًا من المدن لم يعد يسجل نموًا سكانيًا إلا بفضل الهجرة، في ظل انخفاض معدلات المواليد وتراجع جاذبية بعض المناطق على صعيد التنقل الداخلي.
وبحسب الخبير في شؤون الديموغرافيا والمناطق تيمو آرو، فإن مثال مدينة كوبيو يعكس هذا التحول التاريخي، حيث لم يأتِ سوى 10% من صافي النمو السكاني للمدينة من التنقل الداخلي المحلي، بينما اعتمدت بشكل شبه كامل على المهاجرين الجدد.
تحولات ديموغرافية
تقليديًا، كانت كوبيو تسجل صافي نمو داخلي يقارب 700 نسمة سنويًا، لكن في العام الماضي ارتفع عدد السكان بـ 1,700 نسمة تقريبًا، معظمهم من المهاجرين. ورغم ذلك، يظل آرو متفائلًا بمستقبل المدينة التي لا تزال تُعتبر واحدة من أكثر المدن الفنلندية جاذبية بحسب استطلاعات الرأي.
رهان كوبيو على الشباب والوافدين الدوليين
قالت كيرسي سوينينن، القائمة بأعمال مديرة الاستراتيجية والتسويق في بلدية كوبيو، إن التحدي الرئيسي يتمثل في إيجاد فرص عمل للخريجين والطلاب الدوليين، مؤكدة أهمية “الحفاظ على الأمل وصناعة رؤية مستقبلية محفزة عبر أفعال ملموسة”.
وأضافت أن جذب الكفاءات الأجنبية ودمجها في المجتمع المحلي يجب أن يكون هدفًا استراتيجيًا، مع ضرورة تعزيز صورة المدينة على الصعيد الوطني والدولي.
المدن الكبرى تستقطب الأغلبية
تشير الأرقام إلى أن الهجرة الداخلية تتركز بشكل متزايد في هلسنكي، إسبو، تامبيري وتوركو، فيما لم تحقق أي من المدن الجامعية الأخرى سوى زيادات طفيفة باستثناء لاهي، روفانييمي وكوبيو.
وفي المقابل، سجلت مدن تقليديًا قوية مثل أولو ويوفاسكولا خسائر في التنقل الداخلي، حيث يغادرها السكان إلى مناطق أخرى داخل فنلندا أكثر مما يستقبلون.
عوامل اقتصادية وسكنية
أوضح آرو أن التباطؤ في سوق العمل وتراجع نشاط البناء ساهما في هذا الاتجاه، مضيفًا أن حتى الهجرة الدولية تتأثر بهذه العوامل، إذ يتركز انتقال المهاجرين داخل فنلندا في العاصمة وضواحيها بفضل توفر الوظائف والسكن.
أرقام بارزة
- سكان كوبيو نهاية 2024: 125,666 نسمة (ثامن أكبر مدينة فنلندية).
- معظم البلديات الفنلندية سجلت مكاسب سكانية من الهجرة، لكن التوزيع الداخلي جعل العاصمة وضواحيها الوجهة الأبرز.