فرنسا: ليدل وألدي يعيدان إطلاق “الباغيت” بـ29 سنتًا: كيف يمكن بيع الخبز بهذا الرخص؟

يورو تايمز / باريس
في خطوة مثيرة للجدل، أعادت سلسلتا ليدل وألدي تحديد سعر الباغيت عند 29 سنتًا فقط، وهو مستوى لم يُسجل منذ عام 2022، بينما يبلغ السعر الوسطي في المخابز التقليدية ثلاثة أضعاف ذلك (نحو 1,09 يورو).
حرب أسعار تعود من جديد
القرار يعيد للأذهان أزمة عام 2022 عندما أثارت خطوة مشابهة لسلسلة “لوكلير” احتجاجات واسعة في قطاع الخبز. ومع أن التضخم الغذائي بين 2022 و2024 تجاوز 20%، فإن تراجع أسعار القمح (190 يورو للطن مقابل 230 في 2023) ساعد على خفض الكلفة. لكن خبراء يشيرون إلى أن سعر القمح لا يمثل سوى 15 إلى 20% من التكلفة النهائية، ما يجعل الانخفاض الحالي مرتبطًا أكثر بـ التنافس التجاري والاستراتيجيات التسويقية.
ليدل تؤكد أن المبادرة تندرج ضمن حملة “الأسعار المقدسة”، وتهدف لتعزيز القدرة الشرائية للأسر خلال فترة العودة المدرسية. لكن محللين يعتبرونها أيضًا جزءًا من معركة شرسة بين متاجر التجزئة، في وقت ترتفع فيه أسعار الخبز لدى الحرفيين.
فارق كبير بين الخبز الصناعي والحرفي
يقول دومينيك أنراكت، رئيس اتحاد المخابز الفرنسية، إن الفرق الجوهري يكمن في طريقة التصنيع:
- في المخابز، يُعجن الخبز يدويًا، يخضع لتخمير طويل ويُخبز في المكان.
- في المتاجر، يُستخدم عجين مجمد ومخبوز جزئيًا، ما يسمح بإنتاج آلاف الأرغفة يوميًا بفضل خطوط إنتاج آلية، مع إضافة مواد مثل الغلوتين لتماسك العجين وتسهيل التجميد.
هذا الفارق في العمليات والتكاليف يجعل إنتاج الخبز الصناعي أرخص بكثير، بينما يشكل العمل اليدوي أكثر من 40% من تكاليف المخابز التقليدية.
منتج دعائي أكثر من كونه مصدر ربح
يرى الحرفيون أن المتاجر الكبرى تستعمل الخبز كـ منتج جذب (produit d’appel) وتبيعه أحيانًا بخسارة لتعويض الفارق عبر منتجات أخرى. بينما تؤكد ليدل أنها تلتزم بالقانون وتحقق هامش ربح قانوني بفضل وفورات الحجم الكبير.
رغم ذلك، يعترف رئيس اتحاد المخابز بأن هناك شريحة من الفرنسيين تحتاج فعلاً إلى هذا السعر المنخفض، مذكرًا في الوقت ذاته بأن المخابز التقليدية ما زالت تستحوذ على 91% من سوق الباغيت.
المصدر: RMC Conso / UFC-Que Choisir