تحقيقات ومقابلات

لماذا لا تمنح بطاقة “أفانتاژ” من SNCF نفس التخفيضات في جميع مناطق فرنسا؟

يورو تايمز / باريس

رغم أن بطاقة “أفانتاژ” التابعة لشركة SNCF من المفترض أن تضمن لحامليها تخفيضًا بنسبة 30% على أسعار القطارات، إلا أن الواقع مختلف عند السفر عبر القطارات الإقليمية (TER) في بعض المناطق الفرنسية. ففي منطقة بروفانس – ألب – كوت دازور (PACA) مثلًا لا يحصل المسافر على أي تخفيض، بينما في غراند إيست لا تتجاوز النسبة 25%، وهو ما يثير استغراب مستخدمين دفعوا 49 يورو للحصول على بطاقة وطنية يُفترض أن تكون صالحة في جميع أنحاء البلاد.

استقلالية الأقاليم وراء الفوضى

يعود السبب إلى عام 2016، حينما مُنحت الأقاليم الفرنسية حرية تحديد أسعار القطارات الإقليمية بعد إصلاح التقسيم الإداري عام 2015. ومنذ ذلك الحين، بات لكل منطقة الحق في وضع تسعيرتها الخاصة وإصدار بطاقات تخفيض محلية، بل وتحديد مدى قبول بطاقات التخفيض الوطنية مثل “أفانتاژ” أو “ليبرتيه”.

النتيجة كانت تجزئة كبيرة في الأسعار، حيث يختلف نظام الخصومات من إقليم إلى آخر. ففي بريتاني مثلاً تمنح البطاقة خصمًا ثابتًا بـ30%، بينما في أوفيرن – رون ألب تصل النسبة إلى 50% في الفترات الهادئة وتنخفض إلى 25% في فترات الذروة.

أسعار غير منطقية للمسافرين

هذه الازدواجية تؤدي أحيانًا إلى مفارقات غريبة. فعلى سبيل المثال، يمكن للمسافر من نانسي إلى شالون سور ساون أن يدفع 53,80 يورو عبر TER بدون تخفيض، بينما يكلفه نفس الخط عبر قطار Intercités أقل من 30 يورو باستخدام البطاقة.

ويرى رئيس اتحاد مستخدمي النقل فرانسوا دوليتراث أن الوضع غير منطقي، خصوصًا وأن 75% من تكلفة تشغيل القطارات الإقليمية تتحملها الأقاليم عبر الدعم العام، فيما لا يدفع الراكب سوى 25%. على عكس قطارات TGV التي يتحمل الراكب 100% من سعرها دون دعم.

أولوية للسكان المحليين

بعض الأقاليم تفضل دعم فئات محددة مثل الشباب أو المستخدمين الدائمين. ففي أوكسيتاني مثلًا يحصل الشباب على تخفيضات واسعة، بل يصبح السفر مجانيًا لمن هم دون 27 عامًا ابتداءً من الرحلة الحادية عشرة في الشهر. لكن بالنسبة لزوار المنطقة أو المسافرين من أقاليم أخرى، فقد ينتهي بهم الأمر بدفع أسعار مرتفعة أحيانًا أعلى من تذاكر الـTGV.

خلافات سياسية وإقليمية

محاولات الحكومة لتوحيد النظام عبر إنشاء “بطاقة وطنية موحدة للـTER” أو “Passe rail” على غرار ألمانيا، اصطدمت برفض الأقاليم التي تفضل الاحتفاظ باستقلالها المالي والسياسي. ويرى مراقبون أن الحسابات الانتخابية تلعب دورًا كبيرًا في إبقاء الوضع على ما هو عليه، حيث يسعى رؤساء الأقاليم إلى إرضاء ناخبيهم المحليين بتذاكر مدعومة، ولو على حساب المسافرين من مناطق أخرى.

ورغم اعتراف وزير النقل الفرنسي الحالي فيليب تابارو بوجود مشكلة في هذا النظام، إلا أن أي حل شامل يبدو بعيد المنال في ظل تمسك كل إقليم بسياساته الخاصة.

المصدر: BFMTV

زر الذهاب إلى الأعلى