إسبانيا تسجل رقماً قياسياً تاريخياً جديداً للحرائق بأكثر من 343 ألف هكتار محترق

يورو تايمز / مدريد
تواجه إسبانيا صيفاً كارثياً بعد أن التهمت الحرائق منذ بداية عام 2025 أكثر من 343 ألف هكتار من الأراضي، في رقم غير مسبوق بتاريخ البلاد، فيما تواصل فرق الإطفاء والجيش معاركها ضد عشرات الحرائق المشتعلة في الغرب والشمال الغربي.
وبحسب بيانات النظام الأوروبي للمعلومات حول حرائق الغابات (EFFIS)، فقد تخطت إسبانيا الرقم القياسي السابق المسجل عام 2022 عند 306 آلاف هكتار. وبذلك تصبح 2025 السنة الأسوأ في تاريخها على صعيد الحرائق.
أما الرقم الأوروبي القياسي فما يزال بيد البرتغال، حيث احترق 563 ألف هكتار عام 2017 في حرائق مميتة أودت بحياة 119 شخصاً.
هذا الصيف، أحرقت النيران في إسبانيا والبرتغال معاً أكثر من 560 ألف هكتار، فيما أسفرت الحرائق عن مقتل ستة أشخاص، بينهم أربعة في إسبانيا واثنان في البرتغال، بينهم رجلا إطفاء قضيا في حوادث أثناء مكافحة النيران.
مناطق منكوبة وإخلاءات واسعة
أكثر المناطق تضرراً في إسبانيا هي إكستريمادورا، غاليسيا وكاستيا ليون، حيث تم الإعلان عن 23 حريقاً من “المستوى 2” الذي يمثل تهديداً مباشراً لحياة السكان. آلاف عمليات الإخلاء بدأت مع تقدم ألسنة اللهب، فيما يشاهد السكان أعمدة دخان كثيفة تحجب الرؤية حتى عن الجبال القريبة.
أندريا فرنانديز، إحدى المقيمات في ريباديلاغو (كاستيا ليون)، وصفت الوضع قائلة: “الجو أشبه بالضباب، رائحة الدخان تخنق المكان، والبعض بدأ باستخدام الأقنعة للوقاية”.
ظروف مناخية قاسية
وزارة الدفاع الإسبانية وصفت الوضع بـ “الصعب والمعقد للغاية” بسبب شدة الحرائق وضخامتها وانتشار الدخان الكثيف الذي يعقد التدخل الجوي. وقد تجاوزت درجات الحرارة في بعض المناطق 45 درجة مئوية، ما زاد من خطورة الوضع.
رغم ذلك، أبدت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية (Aemet) بعض الأمل، مؤكدة أن موجة الحر التي غذّت الحرائق بدأت بالانحسار تدريجياً.
البرتغال في مواجهة النار
في البرتغال، يتركز القتال ضد حريق ضخم قرب مدينة أرغانيل وسط البلاد، حيث يشارك نصف قوات الإطفاء المنتشرة في البلاد والبالغ عددها 2000 عنصر. وقد أعلن الرئيس البرتغالي وفاة رجل إطفاء في حادث سير أثناء مواجهة النيران.
في المقابل، شهدت منطقة البلقان تحسناً ملحوظاً بفضل الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، ما سمح بالسيطرة على معظم الحرائق هناك، وكذلك في تركيا حيث وُضع حريقان كبيران تحت السيطرة.