تحقيقات ومقابلات

8 تغييرات محتملة.. قلق في البنتاغون مع عودة ترامب بـ«قبضة قوية»

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً، وبقبضة أكثر قوة هذه المرة، بعد النصر الكاسح الذي حققه على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فإن ثمة مخاوف تدور في أروقة وزارة الدفاع (البنتاغون) من تغييرات مرجحة قد يجريها المرشح الجمهوري الذي سيحظى غالباً بدعم من غرفتي الكونغرس (مجلسي الشيوخ والنواب)، فيما ترجح تكهنات أن يطال التغيير ثمانية عناصر أساسية، مع الخوف من انخراط الجيش في السياسة.

Ads by 

ووفق تقارير متعددة، فإن البنتاغون يتوقع حدوث اضطرابات داخلية بمجرد عودة الرئيس المنتخب إلى البيت الأبيض، وسط مخاوف من أن القائد الأعلى السابق والمستقبلي سوف يفي بتعهداته بنشر الجيش محلياً لمكافحة الهجرة، وسيسعى بالطبع إلى إعادة تشكيل القيادة العسكرية، بما يضمن تنفيذ سياساته المعلنة، لكن تقارير أخرى قالت إن ترامب سيعود هذه المرة بخطط أكثر تنظيماً، وسيحاول تفادي أخطاء ولايته الأولى.

«العدو في الدخل»

بعض من المخاوف الحالية تعود إلى فترة ولاية ترامب الأولى، عندما حطم الأعراف واشتبك بشكل متكرر مع كبار قادة البنتاغون، ولم يُظهر أي علامات على تغيير المسار هذه المرة، حيث طرح طوال حملته الانتخابية فكرة استخدام القوة العسكرية ضد ما وصفه بـ«العدو من الداخل»، لطرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين وإغلاق الحدود.

الصورة

1

ويقول ريتشارد كون، المؤرخ العسكري في جامعة نورث كارولينا، إن الخطر الأكبر الذي يواجهه الجيش في ظل رئاسة ترامب الثانية هو احتمال انخراطه في السياسة، خصوصاً مع قول كارولين ليفيت، المتحدثة باسم ترامب، إنه مع نتائج التصويت، فقد منحه الناخبون «تفويضاً لتنفيذ الوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية»، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

الفترة الأولى

وكرئيس، عزز ترامب ميزانية البنتاغون، وضغط على حلفاء الولايات المتحدة لإنفاق المزيد على دفاعهم، وخفف القيود التي فرضها الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهي الخطوات التي لاقت ترحيباً إيجابياً داخل وزارة الدفاع.

وخلال فترة رئاسته أيضاً، استخدم ترامب حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به لبث التحركات الرئيسية للقوات الأمريكية في الخارج، بما في ذلك الانسحاب من شمال سوريا، وتخفيض عدد الأفراد في أفغانستان بينما كان المسؤولون الأمريكيون يتفاوضون في الوقت نفسه على المغادرة. واعتبر القادة أن القيام بذلك غير تقليدي في أحسن الأحوال.

وعملت إدارة ترامب الأولى أيضاً على تسريح موظفي الخدمة المدنية داخل الجيش، الذين يشتبه في تقويضهم لأجندة الرئيس. وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأربعاء إنه بينما يسعى معظم موظفي البنتاغون والأفراد العسكريين هناك إلى تجنب السياسة، يشعر البعض الآن بالخوف بناءً على تجاربهم خلال رئاسة ترامب الأولى، خصوصاً عندما أدت التغييرات المفاجئة في القيادة في بعض الأحيان لتصعيب قيامهم بمهامهم.

تغيير القادة

وفي حين يختار الرؤساء القادمون دائماً المعينين السياسيين، فإن كبار الرتب العسكرية في البنتاغون يتم اختيارهم منذ فترة طويلة على أساس التناوب الذي يمتد عبر الفترات الرئاسية. وقد تولى الجنرال تشارلز جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وكذلك كبار الضباط في كل هيئة مهام في العام الماضي والتي تمتد عادةً لأربع سنوات. ويتمتع ترامب، بصفته القائد الأعلى، بسلطة إزالة أي منهم متى شاء.

الصورة

1

وقال أحد كبار المسؤولين الأمريكيين المطلعين على المناقشات في البنتاغون إن هناك قلقاً واضحاً بين كبار الموظفين من أن براون «لن يتمكن من إكمال فترة ولايته الكاملة». وفي عام 2020، اختار ترامب براون، وهو طيار مقاتل بالقوات الجوية، ليصبح أول أمريكي من أصل إفريقي يقود فرعاً، ولكن منذ ذلك الحين واجه الجنرال انتقادات من الجمهوريين لدعمه برامج التنوع التابعة لوزارة الدفاع.

ويقول بيتر فيفر، خبير العلاقات المدنية العسكرية في جامعة ديوك، إن معظم الأفراد العسكريين والموظفين المدنيين العاملين في البنتاغون من المرجح أن ينظروا إلى مهمتهم على أنها خدمة الرئيس الجديد وتمكينه من ممارسة سلطاته كقائد أعلى للقوات المسلحة. وحث الإدارة الجديدة على عدم تهميش هؤلاء الموظفين إذا قدموا توصيات تتعارض مع رغبات البيت الأبيض، معتبراً أن «هذه هي وظيفتهم حرفياً».

الإجهاض والجيش

ومن المرجح أن يتراجع البنتاغون تحت قيادة ترامب عن سياسة عهد جو بايدن التي تسمح لأفراده بالحصول على إجازة وتعويضهم عن تكلفة السفر للبحث عن عمليات الإجهاض وغيرها من الرعاية الإنجابية.

الصورة

1

وطرح وزير الدفاع لويد أوستن هذه السياسة في عام 2022. لكن هذه السياسة أثارت ضجة بين الجمهوريين، الذين اتهموا بايدن بتسييس الجيش والالتفاف على القيود المفروضة منذ فترة طويلة على التمويل الفيدرالي للإجهاض.

المتحولون والجيش

في غضون أسبوع من توليه منصبه، وقّع بايدن أمراً تنفيذياً يلغي الحظر الذي فرضه ترامب على خدمة المتحولين علناً في الجيش. ومن المرجح أن يعيد ترامب الحظر. وبدأ هؤلاء الخدمة علناً في عام 2016 بموجب أمر من إدارة أوباما. لكن ترامب أعلن في عام 2017 أنه سيعيد فرض الحظر، مما أثار غضب الديمقراطيين.

أسماء القواعد العسكرية

كما فتح ترامب مؤخراً الباب أمام التراجع عن الجهود الرامية إلى إزالة أسماء القادة الكونفدراليين من القواعد العسكرية.

وفي أحد التجمعات الانتخابية في نورث كارولينا في أكتوبر، قال ترامب إنه سيستعيد الاسم الأصلي لـ«فورت ليبرتي» وهو «فورت براج». وأشار إلى أن إعادة تسمية القاعدة، التي كانت في السابق تكرم الجنرال الكونفدرالي، براكستون براج «تعيد كتابة التاريخ» وتعهد بوقف ذلك التغيير.

وتمت إعادة تسمية تسع قواعد عسكرية كانت تكرم سابقاً قادة الكونفدرالية بموجب إجراءات أقرها الكونغرس في عام 2021. ومن غير الواضح ما إذا كان ترامب سيحاول توسيع نطاق حملته ليشمل المنشآت الأخرى التي أعيدت تسميتها.

القوات في أوروبا

قد يتطلع ترامب أيضاً إلى تحريك الولايات المتحدة القوات في جميع أنحاء أوروبا، أو سحبها بالكامل. ووجه ترامب بنقل 12 ألف جندي من ألمانيا في عام 2020، وأعاد نشر نصفهم تقريباً في جميع أنحاء القارة وأعاد النصف الآخر إلى الولايات المتحدة. لكن هذا الاقتراح قوبل بالرفض من قبل الكونغرس.

ومع ذلك، لم يتراجع ترامب عن مبرره المتمثل في أن بعض حلفاء الناتو لا ينفقون ما يكفي على الدفاع عن أنفسهم، وبدلاً من ذلك يعتمدون على الإنفاق الأمريكي.

مقر قيادة الدفاع الفضائي

من المتوقع أن ينقل ترامب مقر قيادة الدفاع الفضائي إلى ألاباما، وهو المكان الذي اختاره قبل أن يوقف بايدن ذلك ويقرر الاحتفاظ به في كولورادو.

وأعيد تشكيل القيادة، المسؤولة عن إدارة الأصول الفضائية العسكرية والدفاع عبر الأقمار الاصطناعية، مما دفع إلى البحث عن موقع دائم. وقرب نهاية ولاية ترامب، أعلن البنتاغون أن الموقع سينتقل إلى ألاباما.

الصورة

1

لكن، قال نواب ديمقراطيون إن نقل القيادة الفضائية بكامل طاقتها التشغيلية، وتحريكها سيكون كارثياً جداً على الأمن القومي الأمريكي.

الحرس الوطني الفضائي

تعهد ترامب في أغسطس بشكل منفصل بإنشاء الحرس الوطني الفضائي، وهو اقتراح يفضله قادة الحرس وبعض المسؤولين، لتوفير أفراد بدوام جزئي للقوة الفضائية، لكنها خطوة عارضتها إدارة بايدن باعتبارها مكلفة بلا داع. وسيحتاج الكونغرس إلى الموافقة على عملية إعادة التنظيم، والتي من شأنها تغيير الوحدات التي تقوم بمهام فضائية والتي أصبحت الآن جزءاً من الحرس الوطني الجوي.

ألوان طائرة الرئاسة

من المتوقع أن يواجه ترامب مشكلة أخرى، بشأن تغيير نظام ألوان الطائرة الرئاسية القادمة، حيث أمر في فترته الأولى بتغيير ألوان الطائرات التي تصنعها شركة بوينغ إلى اللون الأحمر والأبيض والأزرق الداكن المفضل لديه، على غرار النمط الموجود على طائرته الخاصة.

لكن بعد تقارير قالت إن التصميم المفضل لترامب سيساهم في ارتفاع درجات الحرارة ويتطلب تعديلات باهظة الثمن لتبريد المكونات، ألغى بايدن الخطط، وعاد إلى التصميم التقليدي باللونين الأزرق الفاتح والأبيض. وهذا العام، توقع مسؤول كبير سابق في البيت الأبيض في عهد ترامب أنه سيغيرها «بالتأكيد».

موقف وزير الدفاع

بعد الإعلان عن فوز ترامب، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، وهو في الأصل جنرال متقاعد أمضى أكثر من 40 عاماً في الخدمة العسكرية، إن البنتاغون سينفذ «انتقالاً هادئاً ومنظماً ومهنياً إلى الإدارة الجديدة».

وأضاف: «كما كان الحال دائماً، سيكون الجيش على أهبة الاستعداد لتنفيذ خيارات قائده الأعلى المقبل، والامتثال لجميع الأوامر القانونية الصادرة عن سلسلة قيادته المدنية. وشدد أيضاً على أن الجيش يجب أن يستمر في الابتعاد عن الساحة السياسية».

وعندما سُئلت خلال مؤتمر صحفي عن توضيح سبب تحديد أوستن للأوامر «القانونية»، رفضت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، الانخراط في ما سمته «الافتراضات». وقالت إنها وصفت المذكرة بأنها تهدف إلى «التعبير بوضوح عن توقعات أوستن بأن يظل الجيش غير سياسي».

زر الذهاب إلى الأعلى