المملكة المتحدة تشهد وفيات أكثر من المواليد.. والهجرة محرك وحيد لنمو السكان
أظهرت البيانات الرسمية في بريطانيا أن المملكة المتحدة سجلت وفيات أكثر من المواليد لأول مرة منذ ما يقرب من نصف قرن، عند استبعاد الوباء.
وقال مكتب الإحصاء الوطني إن الهجرة الصافية دفعت إلى ارتفاع بنسبة 1٪ في عدد سكان المملكة المتحدة إلى 68.3 مليون في العام حتى منتصف عام 2023، وهي أكبر زيادة في السجلات التي تعود إلى عام 1971.
وأوضح لتقديراته الصادرة الثلاثاء، أن هناك ما يقرب من 16300 حالة وفاة أكثر من المواليد، ويعتبر هذا الإنحدار في المعدلات الأول من نوعه منذ منذ عام 1976، أي قرابة نصف قرن، باستثناء فترة اجتياح كوفيد-19 البلاد.
ويقول الخبراء أن تلك الارقام ترجع للتأثير المتزايد من المجتمع المسن وانخفاض معدلات الخصوبة في المملكة، حيث أصبحت الهجرة الآن المحرك الأساس لنمو السكان في جميع أنحاء إنجلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية.
وقالت الدكتورة أندريا تيلسترا من جامعة أكسفورد لصحيفة الغارديان: «إن الأجيال الأصغر سناً تؤجل إنجاب الأطفال، وعلى الرغم من أن معدلات الخصوبة تنخفض، إلا أن هناك فرصة لارتفاع هذا المعدل».
في المملكة المتحدة، كانت الهجرة قضية رئيسية في الانتخابات العامة في يوليو التي شهدت هزيمة حزب العمال للمحافظين ومكاسب كبيرة لحزب الإصلاح في المملكة المتحدة اليميني المتطرف.
ويصطدم اعتماد المملكة المتحدة على العمال في الخارج بالتوترات السياسية بشأن الهجرة التي تشهدها جميع أنحاء أوروبا، إن ارتفاع عدد السكان يخفف من نقص العمالة ولكنه يزيد أيضًا من الضغوط على الخدمات العامة التي تعاني بالفعل.
وقال مكتب الإحصاء الوطني إن ما يقرب من 1.2 مليون مهاجر وصلوا حتى منتصف عام 2023، على الرغم من أن ذلك تم تعويضه جزئيًا بمغادرة أكثر من 500 ألف شخص للبلاد.
تتوقع هيئة الإحصاء نموًا أقوى في عدد السكان في السنوات القادمة، مدفوعًا إلى حد كبير بالهجرة، حيث من المتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين يعيشون في المملكة المتحدة إلى 70 مليونًا بحلول منتصف عام 2026.