هل سيتحول “محمد الضيف” لجيفارا فلسطين إذا عثرت عليه إسرائيل؟
رجح خبراء أن القيادي البارز وقائد كتائب القسام العسكرية التابعة لحركة حماس “محمد الضيف” لن يترك قطاع غزة في الوقت الراهن بعد أن صمد فيه لفترة طويلة وسط توقعات بتوغل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ضمن الغزو البري المرتقب.
وقال الأستاذ في جامعة نورث وسترن في قطر خالد الحروب والذي نشر كتباً حول حركة حماس “لا أعتقد أن رجلاً بإرثه واسمه ومنصبه ومنغمس في ثقافة الصمود والاستشهاد يفكر في ترك أرضه وساحة معركته”.
وأضاف حروب لمجلة نيوزويك الأمريكية “إذا جرت حملة برية، وتمكن الإسرائيليون من الوصول إليه، فإنه سيقاتل حتى آخر قطرة دم”.
وبحسب المجلة قد تعرض الضيف بالفعل لإصابات مختلفة في محاولات اغتيال سابقة، فقد ورد أنه فقد عينه وجزءاً من ذراعه وساقيه. كما فقد زوجته وابنه البالغ من العمر 7 أشهر وابنته البالغة 3 سنوات في غارة جوية خلال الحرب الشاملة الأخيرة في غزة في عام 2014.
وتشير التقارير الجديدة إلى أن حملة الجيش الإسرائيلي المستمرة أدت الآن إلى مقتل المزيد من أقاربه، بما في ذلك شقيقه وابنه. مما قد يشير إلى حملة إسرائيلية مكثفة لإخراجه نهائياً من قطاع غزة.
وقال الحروب “إن سقوط الضيف قد يكون له آثار قصيرة المدى على قدرات حماس العسكرية، وإن تحقيق صفة الاستشهاد لرجل يحظى باحترام واسع النطاق من قبل مؤيديه، يمكن في الوقت نفسه أن تعزز في الواقع مكانة حماس وقدراتها وهيبتها”، وأضاف “يمكن أن يصبح الضيف تشي جيفارا فلسطيناً”.
رمز مختلف
ووفقًا ليوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لقسم الأبحاث في فيلق الاستخبارات في جيش الدفاع الإسرائيلي والمدير العام لوزارة الشؤون الاستراتيجية، قال إن محمد الضيف يعد رمزا أكثر من أي شخص آخر.
ويقارن كوبرواسر الضيف بقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، والقائد العسكري لحزب الله عماد مغنية، ومهندس هجمات 11 سبتمبر(أيلول) خالد شيخ محمد من تنظيم القاعدة، حيث قال لمجلة نيوزويك: “على الرغم من أننا لا نحاول أن نجعله كذلك، إلا أنه أصبح اسطورة.” بالنسبة للعديد من الإسرائيليين، فهو أسامة بن لادن، الوجه الأكثر سهولة في التعرف عليه لأحداث 11 سبتمبر(أيلول) 2001.
قدرة الضيف الغامضة
ومن جانبه يقول آفي ميلاميد، مسؤول المخابرات الإسرائيلية السابق وكبير مستشاري الشؤون العربية، لمجلة نيوزويك إنه من مصلحة الجيش الإسرائيلي حالياً عدم التركيز على مطاردة الضيف، مما قد يغذي سمعته كـ “رجل الظل” الذي لا يزال من الممكن أن يلقى القبض عليه في نهاية المطاف.
وأضاف أن “الهدف الاستراتيجي لإسرائيل حالياً هو تدمير القدرات العسكرية والتنظيمية لحماس، وهذه هي الخطوة، وشخص واحد ليس هو القصة. قد نصل إليه، وقد لا نصل إليه أبداً”.
ولكن بالنسبة لعدد من أنصار حماس، فإن قدرة الضيف الغامضة على شن حرب من الظل ساعدت منذ فترة طويلة في زيادة الدعم لقضيته. وكما قال مخيمر أبو سعدة، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، لمجلة نيوزويك، فإن “وجوده مهم بالنسبة للجناح العسكري لحركة حماس، فهم معجبون به ويلهمونهم كثيراً بقيادته”.
ويقول أيمن الرفاتي، الباحث وهو عضو في مجلس إدارة مركز الدراسات الإقليمية في غزة، لمجلة نيوزويك إن الضيف “أصبح رمزاً للمقاومة الفلسطينية ويحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين”. اليوم، يعتبر الضيف “ملهماً”.