د. علي الجابري: من يمسك بأوراق المواجهة بين حماس وإسرائيل؟ ومن سينتصر؟
في كل مواجهة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل ثمة مسلمات واضحة ، تبدأ بمواجهات عنيفة لتحقيق مكاسب على الارض، تتبعها عمليات واسعة للجيش الاسرائيلي تأتي على عشرات المواقع والابنية والبنى التحتية في قطاع غزة، وتختتم بمفاوضات للتهدئة ترافقها عمليات تبادل للأسرى!
ورغم ان العملية العسكرية الأخيرة التي نفذتها كتائب القسام التابعة لحركة حماس ، تختلف كلياً عن جميع المعطيات التي نفذتها الفصائل الفلسطينية منذ عام 1948 ولغاية الآن، من جهة عنصر المفاجأة وقوة الصدمة والانهيار الكبير الذي اصاب القوات الاسرائيلية بالشلل لساعات طويلة قبل ان تستعيد زمام المبادرة نوعاً ما، وهو ما سيكون له تبعاته على المراحل اللاحقة من العملية العسكرية حتى الوصول الى المفاوضات بين الطرفين عن طريق الوسطاء.
لكن تبقى النقطة الجوهرية والمفصلية في هذه الحرب هي عدد الأسرى الذين بحوزة حماس!
رد الفعل الاسرائيلي سيعتمد كلياً على عددهم، والتفاوض لاحقاً سيعتمد على عددهم، وبالتالي فإن النتائج النهائىة للمعركة تعتمد على عدد الأسرى أيضاً:
وسأقول لكم لماذا:
– عام 1996 أطلقت إسرائيل سراح 1050 أسيراً فلسطينياً مقابل جنديين إسرائيليين!
– عام 2004 أطلقت إسرائيل سراح 400 أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح جندي أسرائيلي أسرته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
– عام 2011 أطلقت حماس سراح الجندي الأسرائيلي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً.
وبناءاً على الأرقام السابقة، ووفقاً لما تسرب لغاية الان من أن عدد الاسرى الآن بالعشرات إن لم يكن بالمئات! فإن عملية التفاوض ستكون أشد تعقيداً.. فهل تكتفي حماس بإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ؟ أم سيكون لها شروط إضافية تتعلق بوضع القدس وبناء المستوطنات مثلاً؟ وهل ستسخدمهم حماس كدروع بشرية من خلال توزيعهم في مناطق غزة، لان ناطقاً بإسم حماس اعلن يوم امس ان عدد الاسرى اكبر مما يتوقع نتنياهو، وانهم سيجري عليهم ما يجري لأهل غزة، بمعنى انهم سيوزعون داخل غزة ويكون مصيرهم مصير ابناء غزة ، وتلك كانت رسالة مبطنة الى اسرائىل..
ننتظر الاعلان عن العدد الإجمالي للأسرى ليتكشف كيف سيكون الموقف في مرحلة التفاوض ؟
رئيس تحرير صحيفة يورو تايمز السويدية الناطقة بالعربية