آراء

سحبان فيصل محجوب: المحولة ليست مولدة يا هذا !

حلول وفتاوى بغير علم كان عنواناً لمقالة نشرتها في تموز من عام ٢٠٠٠م كانت السطور الاخيرة منها مابين المزدوجين تالياً ….
((فلا بارك الله فيمن يفتي بغير علم راقصًا على نغمات معاناة المواطن من دون أن يعانيها هو وعائلته وتنظيمه السياسي، ودعوة جادة إلى كل الخيرين من ذوي الاختصاص أن يتصدوا لفضحهم وردهم، كما ينبغي، لعلهم يسكتون )).
بين حين واخر يظهر على وسائل الاعلام المختلفة من يدعون انهم من الغارقين في المعرفة ويجري تقديمهم للمتلقي على انهم خبراء أو محللين من ذوي الاختصاص ومن حملة الدرجات الاكاديمية المتقدمة في الموضوعات التي يتم النقاش فيها ، فتناول ما يحدث اليوم في العراق من تذبذبات في أسواق الدولار الاميركي وما تبعه من حزمة وصف وتحليل على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي أيضاً تبناها العديد من أصحاب ربطات العنق الانيقة الذين زج بهم في هذا الامر ليكونوا منظرين تغطى باحاديثهم ساعات الفراغ الطويلة من أوقات برامج القنوات التلفزيونية أو لأملاء الصفحات البيضاء في الكثير من الصحف المحلية ، فما ذهبوا اليه من عرض وتحليل ممزوجا ً بسيل مما تلقنوه من مصطلحات كان بعيدا عن واقع الحال وكان دليلاً على القصور والفشل في المهمة التي أوكلت اليهم ، ومع كل حدث ساخن أو مستجد على الساحة تتكرر حالة الظهور الاعلامي الكثيف لهؤلاء ( الجهابذة )من أصحاب الالمام الناقص أو عديمي الخبرة وهذا ما حصل في تناول أزمة الكهرباء وتداعياتها عندما انبرى أحدهم في وضع الحلول المناسبة للحد من غياب الطاقة الكهربائية وتبين من معرض حديثه المتلفز إنه لا يفرق بين محطات توليد الكهرباء ومحطات تحويلها ، والكثير على شاكلته من الذين كانوا سببا ً في إيهام شريحة عريضة من المواطنين وساهموا في خلق حالة من الاحباط وفقدان الثقة لديهم وذلك نتيجة لعرضهم معلومات مشوهة بعيدة عن الحقائق … هنا تحتم الضرورة قطع الطريق أمام هؤلاء الخبراء ( الدمج ) بوساطة تسفيه ما يدلون به فالدعوة موجهة الى اصحاب الشان من ذوي الاختصاص وعلى مستوى القطاعات كافة للقيام بدورهم المهني وبما هو متاح لهم من وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام فهم خير من يتصدى لهذه الظاهرة المشينة والتي بدأت بالانتشار الواسع والسريع عساها ان تقبر .

مهندس استشاري

زر الذهاب إلى الأعلى