ذعر في فرنسا من عودة زوجات قادة تنظيم داعش الإرهابي
فيما ترفض الغالبية العظمى من الفرنسيين مساعي استعادتهن، حذّر قُضاة ومحققون من أنّ الجهاديات اللواتي وصلن إلى باريس قبل أيّام مُتطرّفات جداً، حتى أنهنّ كُنّ على أتمّ الاستعداد للموت ورؤية أولادهن يموتون كذلك في العمليات الإرهابية، وذلك بالمُقارنة مع النساء اللواتي تمّت استعادتهن من مخيم الهول شمال شرق سوريا في السنوات الأخيرة.ورغم أنّ نسبة نحو 90% من الشعب الفرنسي يرفضون إعادة الجهاديات الفرنسيات ويؤيدون تركهنّ حيث رغبن بالذهاب للقتال، إلا أنّ البعض يرى أنّه على المستوى القانوني من واجب الدولة استقبال من يحمل جنسيتها ومُحاكمة من ارتكب أعمال الإرهاب وشارك في المعارك، وتسليم القاصرين إلى الدوائر الاجتماعية المسؤولة عن الأطفال باعتبارهم ليسوا مسؤولين عن جنون الإرهاب المدمر لوالديهم.
وكشف الكاتب الصحافي بول غونزاليه، أن غالبية العائدات الجديدات يحملن أفكاراً راديكالية لا يُمكن التخلص منها، وهنّ زوجات لكبار الجهاديين والقياديين في تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، والذين لا زالوا يواصلون إرهابهم لغاية اليوم في سوريا.
وذكر تحقيق لصحيفة “لو فيغارو” أنّ مهام الجهاديات قد ازداد في عام 2017 حيث خضعن حينها للتدريب على استخدام السلاح وانخرطن في الشرطة النسائية الإسلامية للتنظيم الإرهابي. والأخطر من ذلك أنّ بعضهن شاركن بتدريب الأطفال في أعمار صغيرة جداً على استخدام السلاح، ولعبن دوراً أساسياً في تربية وتنشئة ما كان يُطلق عليه “أشبال الخلافة”. ولذلك فقد حذّر تيبو دوموبغيال المحامي المختص في شؤون الأمن الداخلي، من أنّ عودة النساء والأطفال الذين عاشوا تحت حكم وفكر تنظيم داعش، سوف يُعرّض فرنسا لأعمال عنف إذا لم يتم وضعهم تحت مراقبة شديدة ولصيقة.
وذكر دوموبغيال أن العائدين من سوريا يشكلون خطراً أيديولوجياً كبيراً على المجتمع الفرنسي، بما في ذلك على المسلمين في فرنسا، مُشدداً على ضرورة وضع خطة لإعادة إدماج الأطفال وتشخيص أسباب العنف لديهم، والتمييز بين تصرّف يعضهم بعنف بسبب الصدمات النفسية، وبين الذين تشبّعوا بالفكر المتشدد من قبل القياديين والجهاديات في تنظيم داعش الإرهابي.
من جهته تحدّث الصحافي والكاتب الفرنسي غيوم بيرييه، عن النفوذ القوي لعناصر تنظيم داعش الإرهابي في مخيم الهول الذي يأوي عشرات الآلاف من اللاجئين من مختلف الجنسيات شمال شرق سوريا تحت حراسة مُقاتلين أكراد.
وفي تحقيق له نشرته مجلة “لو بوان” قال بيرييه إنّ مخيم الهول يشهد يومياً العديد من أعمال العنف وجرائم الاغتيال والقتل، فيما نقل عن مدير المخيم تحذيره من أنّ بعض مناطق المخيم باتت خطيرة جداً حتى أنّه لا يُمكن المرور منها إلا عبر عربات مصفحة، خاصة إحدى المناطق التي تحوّلت إلى خلافة إسلامية مُصغّرة تمّ طرد المنظمات غير الحكومية منها، ويقوم المُعتقلون فيها بمُهاجمة سيارات قوات الأمن عند مرورها.
كانت فرنسا، وبضغط من منظمات إنسانية واجتماعية، قد أعادت قبل نحو أسبوع 15 امرأة و32 طفلاً من الذين كانوا معتقلين في مخيمات يُحتجز فيها جهاديون وعائلاتهم شمال شرق سوريا، لتضع بذلك حدّاً لسياسة درس كل حالة بمفردها التي كانت تتبعها من قبل هرباً من استعادة جميع مواطنيها.