ماكرون يعتزم الاتصال بزيلينسكي ثم بوتين لبحث إنهاء الحرب
يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التحدث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ثم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث إنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وقال ماكرون في حوار لصحيفة «لو باريزيان» اليومية: «انتظرت الفرصة لمناقشة كل شيء بالتفصيل مع الرئيس الأميركي جو بايدن قبل التحدث مع بوتين. وانتظرت أيضاً إجراء محادثة مع رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية… وبالطبع، كما كنت دائماً، يجب أولاً الحديث مع الرئيس زيلينسكي».
وكان ماكرون قد ذكر في وقت سابق، أمس، أنه سيناقش وضع الطاقة النووية في أوكرانيا مع بوتين بعد محادثاته مع غروسي، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، للوكالة، أمس، إنه لا يوجد موعد محدد بعد لإجراء محادثة هاتفية بين الرئيس الروسي ونظيره الفرنسي. وصرح الرئيس الفرنسي، أمس، بأنه يتعين على باريس وواشنطن القيام باستعدادات لتسهيل الحوار بين روسيا وأوكرانيا.
ويعتزم الرئيس الفرنسي إجراء هذه المروحة من الاتصالات بعد المحادثات التي أجراها مع نظيره الأميركي في البيت الأبيض أواخر الأسبوع الماضي. وعبّر ماكرون وبايدن خلال تلك المحادثات عن رغبتهما في السعي معاً للتوصل إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا؛ لكن من دون تقليص دعمهما لكييف.
وقال الرئيس الفرنسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بايدن، إنه لن يدفع الأوكرانيين أبداً إلى «القبول بتسوية يرفضونها» فيما يخص الغزو الروسي لبلادهم؛ لأن ذلك لن يتيح بناء «سلام دائم».
وفي بيان مشترك نُشر في ختام لقاء استمر أكثر من ساعة في المكتب البيضاوي، تعهد الرئيسان أن يقدما لأوكرانيا «مساعدة سياسية وأمنية وإنسانية واقتصادية ما دام الأمر يتطلب ذلك».
ورفض الرئيس الفرنسي، من جهة أخرى، اليوم، انتقادات الزعيمة اليمينية مارين لوبان وآخرين، بأن شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا تضعف القدرات الدفاعية الفرنسية على صد أي هجوم ضد فرنسا. وقال ماكرون في تصريحاته لصحيفة «لو باريزيان»: «هذا كذب وخطير في الوقت نفسه… بصفتي القائد العام للقوات المسلحة، يمكنني أن أؤكد لكم أنه دائماً، عندما نقدم شيئاً ما، فإننا نفعل ذلك مع الحفاظ على قدراتنا الدفاعية لأراضينا وبنيتنا التحتية المهمة ومواطنينا».
وكانت لوبان قد قالت في وقت سابق لقناة «سي نيوز» الإخبارية الفرنسية، إن فرنسا لا يمكنها تزويد أوكرانيا بأسلحة للدفاع ضد الغزو الروسي على حساب أمنها. وذكرت أن كل المعدات المرسلة إلى أوكرانيا لن تكون متاحة لفرنسا، سواء لقواتها أو لعقود إمدادات أخرى. وتابعت لوبان بأنه يجب على فرنسا عدم إرسال مزيد من مدافع «هاوتزر سيزر» إلى أوكرانيا.
واتهم ماكرون لوبان بمواصلة «خطاب الاستسلام»، وبكونها صديقة للعنف الذي تنتهجه الدولة الروسية. وقال ماكرون: «لو لم نوفر مدافع (سيزر) لكان الأوكرانيون قد فقدوا أراضي». وأضاف أنه يتعين على المواطنين الفرنسيين أن يعلموا أن الأموال تُنفق «من أجل الدفاع عن قيمنا وحريتنا».
يُذكر أن فرنسا زوّدت أوكرانيا حتى الآن بـ18 مدفع «هاوتزر» ذاتية الدفع، وهناك خطط لتسليمها مزيداً من الأسلحة.
وكان ماكرون قد قال في وقت سابق، إن الصناعة الفرنسية ستنتج مزيداً من الأسلحة بسرعة أكبر، وإن فرنسا سوف تستعيد أسلحة تم بيعها إلى بلدان أخرى، والتي لم تكن مطلوبة هناك.