سحبان فيصل محجوب: الربط الكهربائي …حل حاسم أم ترقيع مؤقت؟
مع انطلاق فكرة الربط الخماسي ( العراق، تركيا، الأردن، مصر، سوريا ) في ثمانينيات القرن الماضي وإلى أن تطورت هذه الفكرة وتوسعت ليصبح الربط الكهربائي ثمانياً، بعد ضم لبنان وفلسطين وليبيا إلى الاتفاقية الخاصة بالمشروع، حرص المعنيون في قطاع الكهرباء على الحضور الفاعل في الاجتماعات والمناسبات الخاصة بها كافة حيث كانت مساهماتهم في العديد من الدراسات التي تخص الجوانب التنظيمية والتنفيذية لها والمشاركة في افتتاح بعضها وتدشينه .
إن مثل هذه المشاريع ليست جديدة على مستوى الشبكات الكهربائية للأقطار العربية حيث يعود بعضها إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما جرى ربط الشبكة الكهربائية الجزائرية مع مثيلتها التونسية، في المغرب العربي.
يعد تنفيذ مشاريع الربط الكهربائي بين الدول والنتائج الإيجابية الكثيرة التي تتبعه من الاستثمارات الموظفة ( ملموسة النتائج ) لصالح الجوانب الفنية والتجارية المختلفة، وقد سعت البلدان إلى وضع خطط واضحة من أجل تحقيق شروط النجاح لمشروعات الربط الكهربائي مع الشبكات الأخرى وتطوير القائم منها ، الا ان هذا لا يمكن ان يعد من الحلول الحاسمة في علاج الأزمات التي تتعرض لها المنظومات الكهربائية في جوانب عملها على صعيد الانتاج والنقل والتوزيع فالأولى معالجة تداعيات ذلك محليا وعند الوصول الى حالة الاستقرار الفني لعمل مكونات المنظومة الكهربائية يجري التوجه الى المشاريع المشتركة للربط مع دول الجوار وتوسيع ذلك الى الشراكة الأقليمية والدولية .
يذهب العديد من المعنيين في ادارة شؤون منظومة الكهرباء العراقية الى الاعتقاد بأن إستيراد كميات محددة من الطاقة الكهربائية عبر مشروعات الربط سوف يكون له دورا ً فاعلًا في سد العجز الحاصل في انتاج الكهرباء أمام تزايد الطلب السنوي متناسين بان الهدف الاول من الربط الكهربائي بين البلدان هو تبادل الطاقة وليس الاستيراد فقط .
ان مثل هذا التوجه يعد من الحلول الجزئية وهي خطوات عقيمة في حالة عدم الاكتراث بضرورات تطوير الانتاج المحلي للكهرباء وتوسيع السعات التحويلية ورفد شبكة النقل بخطوط ذات وثوقية عالية ، فالعمل الجدي على وفق منهج وطني مقتدر في تسخير الامكانات المتاحة في مواجهة التحديات التي تعطل معالجات الاخفاق متعدد الجوانب في عمل المنظومة الكهربائية يعد الخطوة الاولى في نجاح مشاريع الربط الكهربائي وتطويرها ، وإلا تبقى مثل هذه المشاريع حلولا ترقيعية لا ترتقي الى الحلول الجذرية الحاسمة.
مهندس استشاري