تحقيقات ومقابلات

زيّ ماكرون في جنازة الملكة موضع جدل بين باريس ولندن

حظيت مراسم جنازة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الفرنسية، وفي قنوات التلفزيون خصوصاً، لكن الصورة المنقولة عن الـ«بي بي سي» تفوقت على تخلف المعلقين في شرح ما يجري على الأرض. ونظراً للأعداد الكبيرة من الضيوف الرسميين والزعماء الذين حضروا المناسبة، كان لافتاً أن المعلقين لا يعرفون وجوه كثير من الرؤساء ولا يحفظون أسماءهم.
صباح أمس، عرضت قناة «بي إف إم» الإخبارية صوراً لصفحات من صحف ومواقع لندنية نشرت صوراً للرئيس الفرنسي وزوجته وهما يرتديان حذاءين رياضيين ويسيران وسط الحشود الحزينة لإلقاء نظرة على نعش الملكة. وكتبت «الديلي ميل» أن من النادر رؤية السيد ماكرون من دون بدلته الزرقاء المعتادة، لكنه شوهد في ثياب أكثر استرخاء تتألف من سترة قاتمة وسروال بلون الفحم وحذاء رياضي أسود، مثل زوجته التي اختارت ثياباً من النوع نفسه، وقد ارتدى الزوجان نظارتين شمسيتين.
واستهجن معلق القناة ذلك الغمز، الذي قد يشير إلى سوء تقدير واستهانة بأعراف اللباس المحددة في البروتوكول. وقال إن تلك اللقطات أُخذت قبل الموعد الرسمي لتلقي العزاء. فالرئيس وزوجته وصلا إلى العاصمة البريطانية بعد ظهر الأحد، وأرادا القيام بجولة حرة على الأقدام، وانتعلا ما يناسب المشي المريح. وأعادت القناة بث لقطات لإيمانويل وبريجيت ماكرون وهما ينزلان من سيارة خاصة، في المساء نفسه، بثياب وأحذية رسمية تناسب الموقف، متوجهين نحو حفل الاستقبال في القصر الملكي.
وكان رأي أحد المعلقين أن صحافة لندن الشعبية تبحث عن أي خبطة لملء الصفحات. ومن المعروف أن الفرنسي قد يتقبل أي انتقادات من جاره الإنجليزي اللدود، لكنه لا يتساهل في قضايا اللباس والأناقة التي يعتبر أن باريس رائدة فيها.
واستعانت غرف الأخبار في باريس بمحرريها الذين يجيدون الإنجليزية وأوفدتهم إلى العاصمة البريطانية لمواكبة الحدث بشكل مباشر، كما استعانت بالمؤرخ النجم ستيفان بيرن المتخصص في شؤون العائلات المالكة والنبيلة لكي يتابع الصور الواردة من لندن بشروحات مناسبة. واعترف بيرن بأنه كان يستعد منذ فترة طويلة لهذا الموقف، أي مشاركته في التعليق على رحيل الملكة إليزابيث الثانية. وهو قد عاد إلى الكتب الصادرة عنها وعن سلالتها وراجع صحف 70 عاماً من جلوسها على العرش، أي أنه ذاكر جيداً لكن نقطة ضعفه لا تزال في حفظ كافة أنواع البزات والنياشين والرتب العسكرية البريطانية.
في الأيام الأولى التي أعقبت رحيل الملكة ارتدت المذيعات الفرنسيات ثياباً سوداء. أما الموفدات والموفدون إلى لندن فقد حاولوا نقل أجواء الحزن لدى الصفوف الطويلة من المواطنين الذين انتظموا ساعات طوال لإلقاء نظرة على النعش. لكن لغتهم كانت هزيلة ولم تتجاوز أسئلتهم «ما هو شعورك؟» و«لماذا حرصت على المجيء إلى هنا؟».
وتماشياً مع الحدث البريطاني، قدم برنامج البث المباشر الصباحي من القناة الثانية، فقرة عن المطبخ البريطاني وأشهر الأكلات الشعبية.
وإلى جانب المقانق و«البودينغ» أعدت إحدى المشاركات في البرنامج طبقاً من حلوى «الجيلي» الشهير الذي أخذته الشعوب عن الإنجليز، لكن الطبق التصق بالقالب عندما حاولت أن تقلبه في الصحن، وانفرطت أجزاؤه بشكل مضحك.

زر الذهاب إلى الأعلى