شتاء صعب ينتظر أوروبا مع تقلص إمدادات الغاز الروسي
يتهيّأ الأوروبيون لفصل شتاء صعب، ستكون خلاله واردات الغاز الروسي دون مستوياتها المعتادة، في واحدة من تبعات الصراع في أوكرانيا الأشد تأثيراً في حياتهم اليومية، بينما واصلت الأسعار في الأسواق، وصعدت، أمس الاثنين، بنسبة 15% وتجاوزت مستوى 2900 دولار لكل ألف متر مكعب، وبذلك تكون أسعار الوقود الأزرق في أوروبا قد سجلت أعلى مستوى منذ مارس/آذار الماضي، أي في نحو 6 أشهر.
وبدا وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك متشائماً بشأن إمدادات الغاز الروسي مستقبلاً، حيث كرر دعوته إلى ترشيد استهلاك الطاقة، محذراً من أن روسيا قد تخفض إمدادات الغاز إلى أوروبا مرة أخرى.
وبحسب وكالة «بلومبرج» للأنباء، قال هابيك في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الألماني (زد دي إف) أمس الاثنين، «نحن بصدد مواجهة شتاء حرج للغاية». وأضاف الوزير الذي يجري زيارة لكندا حالياً، رفقة المستشار الألماني أولاف شولتس: «يجب أن نتوقع من بوتين أن يواصل خفض الغاز».
وأوضح الوزير أن ألمانيا تعمل على توفير مخزونات كافية من الغاز وتوسيع الطاقة من مصادر أخرى، وقال: «يمكن لألمانيا معالجة مشكلة الغاز بجهد مشترك كبير، وتهدف الحكومة إلى خفض استهلاك الغاز بنسبة 20%… 20% تعد نسبة كبيرة – يجب أن نكون واضحين في هذا الشأن – وهذا يعني أنه يتعين على كل فرد المساهمة حيثما أمكنه ذلك».
وسيتعيّن على سكان القارة التعلّم من تجربة أقرانهم في لاتفيا الذين اعتادوا منذ تموز/يوليو العيش من دون الغاز الروسي، بعدما أوقفت موسكو ضخّ المادة الحيوية إلى الجمهورية السوفييتية السابقة المطلة على بحر البلطيق.
ويقول يونوس راتينيكس الذي يقطن مدينة ريزكني قرب الحدود مع روسيا «باتت أسعار الطاقة باهظة لدرجة اضطرتنا لقطع المياه الساخنة عبر أنبوب البلدية وتركيب سخّان مياه خاص بنا». وأوضح الرجل الذي يعمل في حرس الحدود «استخدامه (السخّان) عندما نحتاج إليه، أقل كلفة من الحصول على المياه الساخنة بشكل دائم».
وبينما جمّدت فرنسا أسعار الغاز للأفراد، يتوقع أن تزيد الفواتير في ألمانيا بآلاف اليورو سنوياً.
وفي ظل توقع فصل شتاء بارد، أفاد مركز خدمة السكان في ولاية شمال الراين فستفاليا، أن نشاطه في الفترة الراهنة هو الأعلى مستوى منذ تأسيسه قبل زهاء أربعين عاماً.
وأوضح المتحدث باسم المركز أودو سيفردينغ أن الكثيرين من الذين يتصلون بالمركز لطلب استفسارات، يبدون خشيتهم من قطع الخدمات عنهم بحال عدم قدرتهم على سداد الفواتير.
وأشار إلى أن البعض يعتزمون تركيب ألواح الطاقة الشمسية لتصبح مصدراً للطاقة بدلاً من النفط والغاز، في حين يفكّر آخرون في الاعتماد على الفحم.
وعلى رغم دعوته السكان إلى الاستعداد لزيادة الفواتير من خلال وضع المال جانباً من الآن، أبدى سيفردينغ خشيته من أن «العديد من الأسر قد لا تتمكن من تغطية الأسعار المرتفعة للطاقة». (وكالات)