فرنسا تنتخب رئيسها اليوم
يتوجه نحو 49 مليون ناخب فرنسي صباح اليوم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تشهدها فرنسا ويتنافس فيها 12 مرشحاً من أجل الوصول إلى قصر الإليزيه، أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.
ودخلت فرنسا في صمت انتخابي أمس عشية الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تخيّم عليها الأزمات الدولية وترقّب منافسة جديدة تبدو نتيجتها غير محسومة بين ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن. منذ منتصف ليل الجمعة، الموعد الرسمي لانتهاء حملة الدورة الأولى، دخلت البلاد مرحلة الصمت الانتخابي ولم يعد يحق للمرشحين الـ12 التحدث أو تنظيم تجمعات.
ومع ذلك، يمكن للعديد منهم المشاركة في «المسيرات من أجل المستقبل» التي أُعلن عنها في عدة مدن فرنسية بمبادرة من منظمات يسارية.
دعي نحو 48,7 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد لاختيار مرشحَين نهائيَين سيتواجهان في الجولة الثانية في 24 أبريل الجاري.
تختتم الدورة الأولى عدة أشهر من الحملات الكئيبة التي طغى عليها «كوفيد 19» ثم الحرب في أوكرانيا وغابت عنها قضايا رئيسية أبرزها تغير المناخ علماً أن الناخبين في أقاليم ما وراء البحار تمت دعوتهم إلى صناديق الاقتراع منذ يوم أمس.
وتفيد كل استطلاعات الرأي أن ماكرون ولوبن اللذين سبق أن تواجها في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في العام 2017، هما الأوفر حظاً للتأهل مجدداً اليوم، لكنها تشير إلى تقلّص الفارق بينهما أكثر فأكثر.
سابقة مزدوجة
ولا تستبعد الاستطلاعات، مع الأخذ في الاعتبار هامش الخطأ، فوز لوبن الذي سيمثل سابقة مزدوجة في ظل الجمهورية الفرنسية الخامسة التي لم يسبق أن حكمتها امرأة أو سياسي من اليمين المتطرف.
لكن الدورة الأولى قد تحمل مفاجآت، خصوصاً بسبب العدد الكبير جداً من الناخبين الذين ما زالوا مترددين وعامل الامتناع الهائل عن التصويت.
ويؤكد الخبير السياسي باسكال بيرينو أن «هذا الاقتراع هو الأول الذي تبلغ فيه نسبة الأشخاص المترددين أو الذين غيروا موقفهم هذا المستوى مع خمسين بالمئة تقريباً». من جانبه، يأمل مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي تضعه استطلاعات الرأي في المركز الثالث خلف لوبن، في إحداث مفاجأة بالتأهل إلى الدورة الثانية. ويدعو منذ عدة أسابيع ناخبي اليسار المنقسم والممثل بعدة مرشحين، للتصويت لصالحه.
المرشحون الآخرون من اليسار هم المدافع عن البيئة يانيك جادو والاشتراكية آن هيدالغو والشيوعي فابيان روسيل، لكن جزءاً من ناخبيهم قد تغريهم فكرة «التصويت المفيد» لصالح ميلانشون.
خلف ميلانشون، تضع استطلاعات الرأي مرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس ومرشح اليمين المتطرف الآخر إريك زمور.
في مواجهة احتمال فوز اليمين المتطرف بالرئاسة، كشف بعض المرشحين عن مواقفهم: فابيان روسيل سيدعو للتصويت ضد لوبن، فيما رفضت فاليري بيكريس التصريح لمن ستصوت في الدورة الثانية. لكن في أوساط ماكرون، هناك إقرار بأن فكرة «الجبهة الجمهورية» التي تشكلت لدعمه في الجولة الثانية عام 2017، لم تعد أمراً مسلّماً.
ويقول مستشار للرئيس المنتهية ولايته إن «مجرد قول لن يمروا لن ينجح هذه المرة».