رسلي المالكي : حطامة بن الاغبر الرصافي البغدادي يلتقي ملك السويد
لما ساءت احوال البلاد، وتشتت العباد، في حرب داعش و الخضراء، قرر حطامة ابن الاغبر الرصافي البغدادي ان يبيع ماله و يصفي ما عليه، و يترك الوطن خلف ظهره وينظر الى ما بين يديه، فباع داره، و قرر قراره، و لملم ماله ، و ودع ابن عمه و ابن خاله، و اشترى فيزا شنكن له و لزوجته المكروده بنت المظلوم، و كان معه على الدرب ذاته رفيق دربه عوانة ابن الاشعث الكرخي البغدادي، و قد احضر معه زوجته ايضا .
فركبوا الطائرة، و مروا بها فوق عمان و القاهرة، حتى وصلوا السويد، بلاد الخشب و الحديد، فقد سمع ان بها ملكا لا يظلم عنده احد، فنزلوا بارضها بعد ان مزقوا الجواز، و قاربوا من المفاز، فاعتقلتهم شرطة المطار، لدخولهم البلاد هروبا في وضح النهار، فاخذوهم الى ملك البلاد، ليسالهم عن لجوئهم، و سفرهم و دخولهم .
فلما سمع العبادي بقرارهم و فرارهم، سأل وزير خارجيته الملوّص باذن الله ابراهيم الجعفري يطلب منه اعادتهم و قال له : يا ابراهيم ، الستَ صديق ملكهم ؟ قال : اظنني كذلك، فقال ابو يسر : اذاً .. الى السويد !
وكان حطامة و من معه قد دخل الى قصر ملك السويد، فنظر اليهم وسالهم عما جاء بهم اليه، قال حطامة : جئناك لاجئين من هول ما عانيناه من الظلم و العذاب !
فنط الجعفري و قال : ما يسمونه الظلم هو قمة الديمقراطية و الفيدرالية في العراق، قال ملك السويد : لماذا اخذتم فيزا الى هنا ؟ قال حطامة : لانك خوش ادمي و ابن حمولة، فنط الجعفري مجددا : اترى ايها الملك ؟ كلامهم كقوانة مشخوطة تلعلع ان اشتغلت على دي في دي، فرد ملك السويد : لقد الزموني الحجة .. لا مناص من الاصغاء اليهم، و لتظل كلسع ناط من مكانك !
فقال حطامة : ايها الملك، كنا قوما ذوي طائفية، نصك بعضنا بعضا وره السده .. نذبح بعضنا بعضا بيد داعش .. نفجر المفخخات و نقتل الاسرى .. نخطف الناس و نطلب دفاتر عليهم، ضدنا دول الجوار، و امريكا التي جائت من وراء البحار، ياكل العنده ظهر منا الضعيف، يتزوج منا داعش بجهاد المناكحة، و يفتر ورانه ابو اسراء باربعه ارهاب، يفيض علينا الفرات و يجف عندنا دجلة، نلزم سرة على السيطرات، و تختفي من بين ايدينا الحصة التموينية، تطفه علينا الكهرباء و ينقطع في الصيف الماء، عندنا حنان الفتلاوي ام سبعة بسبعة، و عبعوب زرق ورق، و حارث الضاري ابو القاعده ومشعان الجبوري الما نعرفه ويامن، فكنا على ذلك حتى جاءت الفيزا و بعث الله لنا طياره بوينغ .. الطيارة التي ساوت بين السني الطافر و الشيعي المهاجر .. و سمعنا ان في السويد ملكا لا يظلم عنده احد .. ففررنا من المنطقة الخضراء و جماعة ما ننطيها .
فصاح الجعفري: انتم تفترون على الحكومة الكذب، نحن لا نسكن المنطقة الخضراء لحجارتها و قبابها، نحن نسكنها للكراسي الي بداخلها، و التي تقربنا الى المليارات زلفى، قال ملك السويد : ليس كل المواطنين يفهمون ما تفهم يا اشيقر! و التفت الى حطامة و سال : و ماذا جئتم تطلبون هنا في السويد ؟
قال حطامة : جئنا نبحث عن حقوق الانسان و الحيوان، نريد ان نكون اوادم مثلكم، لا كل يوم مهجرين و شايلين جوالاتنه، كما كنا منذ " طكة بوش " و حتى الان !
فالتفت الملك الى الجعفري و قال : هل خرست منطقتكم الخضراء يا ابرهيم؟ هل افحمتها الفيزا الشنكن ؟ فسكت الجعفري.
فقال حطامة : حياتنا كانت حياة الرمانة و العبوات، و الكلاشنكوف و المفخخات، و الكاتم و الصواريخ، و الكاتيوشا و الراجمات ..
قال الملك : من علمكم كل هذه الاسماء ؟؟!
قال حطامة : حرب داعش و الخضراء يا مولاي .
فترجل الملك من كرسيه و وقف امام حطامة و كان بيده عصا ورثها عن جده، فخط بها خطا على الارض و قال : ليس بين طيحان حظكم و طيحان حظنا في الحرب العالمية الثانية اكثر من هذا الخط .. يا جعفري.. و الله لن اسلم لكم هؤلاء بالبنك الدولي، يا حطامة، اذهبوا و عيشوا في ارضي بسلام لما تحصلون الجنسية !
و بعد ان عاش حطامة و ربعه في السويد، حلت الحرب العالمية الثالثة، لان العراقي بومة حيثما كان، فعادوا الى العراق و كانت حرب داعش و الخضراء لا تزال عالكة للستار، فلما نزل حطامة في المطار، وضع حقيبته و قبّل الارض، و لما رفع راسه كانت الحقيبة قد سرقت، فنظر يمينا و شمالا ثم قال :
رجعنه الطيحان الحظ !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ميراث الاباء للابناء في عدل ولاة المنطقة الخضراء
لبديع الزمان
رسلي المالكي
25-6-2014