رئيس العراق يعتبر اقتحام المنطقة الخضراء يساهم في خلق الفوضى والصدر يحمل الحكومة مسؤوليته
بغداد / علي جواد
قال الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، اليوم السبت، إن اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء ومقر الأمانة العامة لمجلس الوزراء، أمس، "يساهم في خلق الفوضى"، فيما حمّلت كتلة رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر (زعيم التيار الصدري)، الحكومة "مسؤولية الاقتحام".
وكان المئات من أنصار الصدر، قد اقتحموا المنطقة الخضراء، المحصنة أمنيا التي تضم مقار الحكومة والبرلمان وسط بغداد، بعد اشتباكات مع القوات الأمنية خلّفت أكثر من 70 مصابا.
وبدأ المحتجون بالانسحاب من داخل المنطقة، بعد نحو ساعتين من اقتحامها، عقب تعرضهم لإطلاق نار كثيف من قبل أفراد الأمن الذين طاردوهم في شوارعها، بحسب مراسل الأناضول.
وشدد الرئيس معصوم، في بيان صدر عن مكتبه، اليوم، أن "التظاهرات حق دستوري، وقانوني مضمون لأبناء شعبنا، للتعبير عن آرائهم حول أداء الحكومة والسلطات الأخرى ولمطالبتها بتوفير الخدمات وحفظ الأمن وسلامة المواطن".
واستدرك قائلًا "لكن هذا لا يعني تحويل المظاهرات إلى فرصة للاعتداء على القوات الأمنية أو اقتحام المؤسسات الحكومية".
وتابع "ما حصل، أمس، من اقتحام الأمانة العامة لمجلس الوزراء، لا يخدم المتظاهرين وأهدافهم بل يسهم في خلق الفوضى"، داعيا "كافة أبناء شعبنا لاسيما المتظاهرين منهم، إلى الالتزام بالقانون وضبط النفس، وعدم اقتحام المؤسسات الرسمية، وكذلك الالتزام بسلمية التظاهرات لتفويت فرصة استغلالها من قبل الجماعات الإرهابية (…)".
ودعا معصوم، الحكومة إلى "فتح قنوات الحوار المتواصل مع المتظاهرين، ومنظمي التظاهرات، والاتفاق معهم على تحديد آلية، ومكان التظاهر، وكيفية حماية المحتجين، مع التأكيد على المضي في الخطط الكفيلة لإجراء الإصلاحات الإدارية والمالية والخدمية التي تهم المواطنين بشكل مباشر".
من جهته، قال عبد العزيز الظالمي، عضو كتلة "الأحرار" التابعة للتيار الصدري، اليوم، إن اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء "تتحمله الحكومة والمؤسسات التابعة لها، بسبب عدم تلبيتها مطالب المتظاهرين السلميين طيلة الأشهر الماضية"، في إشارة إلى مطالبة رئيس الوزراء حيدر العبادي، بتشكيل حكومة من المختصين "تكنوقراط"، ومحاربة الفساد.
وأضاف الظالمي للأناضول، إن "المتظاهرين بعثوا، أمس، بالعديد من الرسائل إلى مختلف الأطراف السياسية والمؤسسات الحكومية، وخصوصا تلك التي تتواجد داخل المنطقة الخضراء، تطالبهم بتنفيذ المطالب، لكن المسؤولين صمّوا آذانهم ولم يلتفتوا لنداءاتهم"، لافتا أن "ذلك دفع المتظاهرين لاقتحام المنطقة الخضراء لإيصال صوتهم".
وتابع "من يتواجد في المؤسسات الحكومية داخل المنطقة الخضراء، سياسيون ومسؤولون أوصلهم الشعب إلى مناصبهم، لكنهم تفرغوا لخدمة أحزابهم والاهتمام بمصالحهم الشخصية على حساب مصالح المواطنين"، وفقاً لتعبيره.
وهذه المرة الثانية التي يقتحم فيها محتجون غاضبون المنطقة الخضراء، بعد أن دخل المئات من أتباع الصدر في 30 نيسان/أبريل الماضي، المنطقة، ومبنى البرلمان، وقاموا بتحطيم بعض محتوياته، على خلفية إخفاقه في عقد جلسة رسمية للتصويت على تشكيل حكومة تكنوقراط جديدة.
وانسحب المحتجون منها بعد 24 ساعة، لكن الحادث أثار مخاوف من تطور الصراع على السلطة إلى أعمال عنف بين الجماعات الشيعية الحاكمة.
واحتدت الأزمة السياسية في العراق منذ آذار/مارس الماضي عندما سعى العبادي لتشكيل حكومة من المختصين التكنوقراط، بدلا من الوزراء المنتمين لأحزاب، في محاولة لمكافحة الفساد، لكن الأحزاب النافذة، بينها جماعات شيعية، عرقلت تمرير حكومته الجديدة، فيما تشكل الأزمة أكبر تحد سياسي حتى الآن للعبادي، الذي ينتمي للإئتلاف الشيعي الحاكم.