مقاتلون مع تنظيم داعش في سوريا يقضون فترة نقاهة في السويد
متابعة / يورو برس عربية
تشهد السويد موجة واسعة من الاستياء في أوساط المجتمع بعد إعلان شاب عائد من سوريا تصميمه على الذهاب مجددا للقتال إلى جانب تنظيم داعش في سوريا.
وأحدثت اعترافات الشاب آدم أمام عدسات الكاميرا صدمة لدى الرأي العام، حيث تناقلتها أغلبية وسائل الإعلام السويدية طوال اليومين الماضيين، في ظل حالة من التأهب القصوى تفرضها أجهزة الشرطة السويدية في أنحاء البلاد بعد اعتداءات كوبنهاغن الأخيرة.
وتحدث الشاب العشريني -المولود بمدينة غوتنبيرغ لعائلة مسلمة- في القناة الأولى السويدية عن ظروف التحاقه بتنظيم الدولة في سوريا.
وقال وهو مغطى الرأس دون إبراز ملامح وجهه إن "الإسلام يعني لي كل شيء، وإني مستعد للشهادة في سبيل الله"، نافيا أن تكون لديه أي نية للقيام باعتداءات على الأراضي السويدية.
غير أن آدم حذر من تداعيات إقدام السويد على المشاركة في الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.
وفاجأ آدم -الذي كان حلمه أن يصبح ذات يوم طبيب أسنان- الجمهور بالكشف عن عزمه العودة في القريب العاجل للقتال بعد قضاء فترة نقاهة أمضاها بمنزله إثر إصابات بليغة كان تعرض لها مؤخرا.
وردا على سؤال عن الدافع وراء تركه حياته الهادئة للانضمام إلى تنظيم الدولة، أجاب أنه لم يستطع الاكتفاء بالتفرج بعدما شاهد مقاطع فيديو على اليوتيوب تظهر فظاعة ذبح الأطفال وقصف المناطق السكنية في سوريا.
قتال وأمان
وأشار إلى أنه شعر بنوع من الأمان على الرغم من عدم تلقيه التدريبات الكافية على أساليب القتال واستخدام الأسلحة.
وأردف قائلا "إنني أفعل الشي الصحيح، شعرت بقربي من الله وهذا ما كان يعطينا دافعا حقيقا للاستمرار وعدم الخوف".
وعرضت الحلقة -التي حملت عنوان "شهادة "وحظيت بنسبة مشاهدة عالية- مقاطع ظهر فيها عمر الشيشاني وهو من أبرز قادة تنظيم الدولة يتحلق حوله العديد من الجهاديين الأجانب بينهم آدم.
وكان آدم قد غادر السويد عام ٢٠١٢ برفقة أربعة آخرين إلى سوريا عبر الحدود التركية، واستقروا في البداية بمدينة حماة ثم ما لبثوا أن انتقلوا للمشاركة في المعارك الدائرة ب حلب.
وكانت الشرطة السويدية أعلنت بعد أحداث كوبنهاغن الأخيرة عن دراستها إمكانية رفع مستوى التهديد الإرهابي في البلاد من الدرجة الثالثة إلى الرابعة.
وأكدت آن ليندة مساعدة وزير الداخلية السويدي أن الحكومة ستفعل ما بوسعها للحفاظ على الأمن والسلام في المجتمع.
إجراءات احترازية
وقالت في تصريح للجزيرة نت إن السلطات الأمنية بدأت تطبيق سلة إجراءات احترازية، منها رفع أعداد الشرطة في الأماكن التي قد تكون عرضة لهجوم إرهابي.
واعتبرت أن السويد لا يزال بلدا آمنا، ولكن "لا يجب أن تغيب عن بالنا محاولة التفجير الانتحاري الفاشلة وسط العاصمة ستوكهولم".
وأضافت أن "السويد لا يختلف كثيرا عن بلدان كبلجيكا والنرويج وفرنسا التي كانت عرضة في السابق لهجمات إرهابية".
بدوره، أوضح جهاز الاستخبارات السويدي أن التعامل مع قضية الجهاديين العائدين قد يفرض على الشرطة بذل جهود إضافية للحد من المخاطر الأمنية التي تواجه البلاد حاليا.
وفي تصريح للجزيرة نت، قال الناطق الرسمي للجهاز فريدريك ميلدر إن هذه الإجراءات لا تشمل سحب الجنسية السويدية من المقاتلين العائدين ولا حتى منعهم من السفر، وذلك وفق القانون المعمول به حاليا.
بيد أنه أشار إلى أن ضلوع هؤلاء في نزاعات مسلحة في بلدان أخرى يعرضهم قانونيا لمواجهة عقوبات جرائم الحرب والإرهاب.
ويبلغ عدد الجهاديين الذين يحملون الجنسية السويدية بحسب جهاز الاستخبارات ما يقارب ١٣٠ جهاديا سافروا لسوريا والعراق، وعاد منهم نحو أربعين، فيما لقي ثلاثون حتفهم أثناء مشاركتهم في القتال.
المصدر : الجزيرة نت
وكالة الصحافة الاوروبية بالعربية