آراء

سيف هلال العزاوي : العراق والتحالف الاسلامي .. إنقسام طائفي ورؤى مختلفة

في خطوة سريعة ومن غير سابق انذار اعلنت المملكة العربية السعودية تحالف اسلاميا عسكريا بمشاركة 34 دولة اسلامية وتأييد عدد من الدول الغربية لمحاربة الارهاب.

التحالف الاسلامي جاء بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا وفرض قوتها في المنطقة و مخاوف عربية من فرض روسيا سيطرتها في ظل الغياب الامريكي الواضح في محاربة الارهاب وترك عناصر تنظيم “داعش” يتمددون بعدد من الدول العربية.

الاعلان السعودي مهد له الامريكان قبل اسابيع عندما اعلنوا عن نيتهم نشر قوات دولية تظم قرابة ال 100 الف مقاتل بينهم 10 الاف مقاتل امريكي و المتبقي يكون من الدول العربية لنشرها في العراق لكن سرعان ما جاء النفي الامريكي للموضوع.

السعودية وعلى لسان وزير دفاعها اعلنت ان التحالف سيحارب الارهاب في كل الدول الاسلامية و بضمنها العراق شريطة موافقة الحكومة العراقية وتأييد المجتمع الدولي الاعلان السعودي استثنى عددا من الدول ابرزها العراق و ايران بالاضافة الى سوريا رغم ان العراق و سوريا من اكثر البلدان المتضررة من سيطرة عناصر التنظيم ، بالاضافة الى ايران اللاعب الاكبر في المنطقة بعد فرض هيمنتها على عدد من الدول بينها سوريا والعراق ولبنان. وعبرت الى اكثر من ذلك حيث وصلت الى نيجيريا.

وسرعان ما اعلنت السعودية عن تحالفها الجديد انقسم الشارع العراقي طائفيا كالمعتاد حيث خرج من هو مؤيد للتحالف و دعا الى المشاركة فيه وهذا حال سنة العراق الذين طالبوا بأن يكون للعراق دورا فيه بعد فشل الحكومة العراقية في اعادة المحافظات المسيطر عليها من قبل داعش رغم مرور اكثر من عام ونصف من المعارك، اما الجانب الشيعي فكان معارضا له ووصفه بالطائفي كونه استثنى العراق و سوريا وايران، وهم من ابرز البلدان المحاربة للارهاب المخاوف الشيعة وصلت الى ابعد من ذالك حيث اتهم قادة الحشد الشعبي ان التحالف السعودي هدفه ضرب عناصر الحشد رغم خوضهم للمعارك منذ عدة اشهر في ظل غياب الجيش العراقي الذي انهك بعد احتلال الموصل و صلاح الدين.

الموقف الحكومي العراقي كان الاكثر وضوحا وابتعد عن المهاترات الطائفية لكنه اكد ان اعلان التحالف جاء من دون اعلام العراق مسبقا وان عدم اشراكه هو ابعاد العراق عن محيطه العربي رغم انه خاض عنهم حربا بالانابة دون تقديم اي دعم له صراعات و نزاعات داخلية وخارجية هدفها مصالح كبيرة و الضحية دوما هو الشعب العراقي الذي قدم الالاف من الشهداء و الجرحى واكثر من 3 مليون نازح السؤال هنا هل يستطيع ان يقدم التحالف الاسلامي العسكري بقيادة ولي ولي العهد السعودي في محاربة الارهاب ما عجز عنه التحالف الدولي بقيادة امريكا و الدول العظمى وهل تقبل الشعوب العربية بأن تقدم ابنائها فدية لقرارات ساستها كما يقدم العراق يوميا من شهداء علما ان اخر احصائية للامم المتحدة بينت ان العراق قدم اكثر من 2500 بين شهيد وجريح في الشهر المنصرم، ام ان المملكة السعودية تريد ان توزع الادوار على الدول الاسلامية و العربية بعد خوضها حرب اليمن ؟؟ اسئلة كثيرة واجاباتها محيرة

 

 

سيف هلال العزاوي

كاتب من العراق

 

وكالة الصحافة الاوروبية بالعربية

زر الذهاب إلى الأعلى