عرب اوروبا

احتجاجاً على التضخم وتدهور المعيشة… إضرابات وتظاهرات في فرنسا

مع اقتراب العطلة المدرسية، تستعد فرنسا لاضطرابات الثلاثاء بعد دعوة النقابات إلى الإضراب والتظاهر للمطالبة برفع الأجور والتوقف عن إجبار العاملين المضربين في المصافي، ومستودعات الوقود، على العمل.

وسيستمر الإضراب في مصافي التكرير الذي عطل توزيع الوقود في البلاد منذ حوالي أسبوعين، خاصةً في مجموعة “توتال إينيرجيز”.

ووجهت الدعوة للَراب إلى عدة قطاعات، مثل المؤسسات الحكومية، والطاقة، والنقل العام، وسائقي الشاحنات، والصناعة الغذائية، والتجارة.

وعلى رصيف شبكة القطارات الإقليمية السريعة في محطة غار دو ليون الباريسية، ينتظر الركاب الذين اعتادوا هذه الاضطرابات التي غالباً ما تؤثر على خط السير هذا، ووصلت ليونور لوبيز بالقطار “متأخرة أكثر من ساعة، كان الأمر متعباً”.

كما اضطربت حركة شركة السكك الحديدية، حيث سيسير قطار واحد من أصل قطارَين، ومن جانب شركات النقل العام في باريس تراجعت حركة الحافلات أيضاً ولكن حركة مترو الأنفاق كانت شبه طبيعية.

وبالإضافة إلى زيادة الأجور، سيخرج المشاركون في تظاهرة ضد استدعاء الحكومة المضربين لإعادة فتح بعض مستودعات الوقود، وصادرت الحكومة الفرنسية أمس الإثنين مستودعي محروقاتلمجموعة “توتال إينيرجيز” في شمال وجنوب شرق فرنسا.

وقال المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران اليوم: “ستكون هناك مصادرات بقدر ما يلزم”، وأوضح وزير التحول البيئي، كريستوف بيتشو “في كل مرة تهاجم فيها المصادرة هذه، فزنا بالإجراءات الموجزة لأن القضاة يعتبرون أن هذه المصادرات كانت متناسبة”.

واستدعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس رئيسة الوزراء إليزابيث بورن والوزراء المعنيين لتقييم الوضع في الوقت الذي تشهد 30% من محطات الخدمة في فرنسا اضطرابات في توزيع الوقود. 

وقال ماكرون: “سنواصل بذل قصارى جهدنا”، مضيفاً أنه يريد حل  الأزمة “في أسرع وقت ممكن”، كما تريد الحكومة إظهار إنصاتها إلى الشعب المتأثر بالتضخم، واعتبر وزير الداخلية جيرالد دارمانين اليوم أن هناك “مشكلة أجور” في فرنسا داعياً “أرباب العمل إلى زيادة الرواتب عندما يكون ذلك ممكناً”.

وسيراقب مسؤولو النقابات والحكومة اليوم عدد المضربين، في القطاعات الاستراتيجية خاصةً مثل النقل والطاقة، وأيّ دعوات لإضراب متجدّد، في قطاع السكك الحديدية على سبيل المثال، مع اقتراب العطلة المدرسية التي تبدأ الجمعة المقبلة.

وفي رده على احتمال مواصلة اضراب شركة السكك الحديدية، قال الأمين العام للاتحاد العام للعمل فيليب مارتينيز: “القرار للموظفين المضربين، وكذلك الأمر بالنسبة لتوتال إنرجيز”.

ومن أسباب تذمر ملايين الموظفين، التضخّم الذي يؤثر على القوة الشرائية، والتشديد المقبل لقواعد إعانات البطالة، وإصلاح معاشات التقاعد المتوقع في نهاية العام.

وتأتي التحرّكات غداة تظاهرة ضد “غلاء المعيشة” نظمتها الأحزاب اليسارية ومنها فرنسا المتمردة في باريس، وبلغ عدد المشاركين فيها 140 ألفا، وفق المنظمين و30 ألفاً وفق الشرطة، و29 ألفاً وفق مركز “أوكورانس”.

وتظهر عواقب الإضراب في المصافي في العديد من القطاعات، صعوبات في الوصول إلى العمل وقلق، في المناطق الريفية في خضم موسم الحصاد، والخوف من تعطيل المغادرين في إجازات، وإلغاء الحجوزات، ووفق استطلاع لـ “ايلاب” فإن 49% من الفرنسيين لا يؤيدون التعبئة، و39% يوافقون عليها.

أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى