السويد تهدد ألمانيا بمقاضاتها أمام محكمة العدل لرفضها قبول اللاجئين المبعدين
عواصم – تراجعت أعداد طالبي اللجوء في السويد بشكل كبير جداً منذ مطلع العام الحالي 2016، وذلك بحسب أرقام مكتب الإحصاء الأوربي ومصلحة الهجرة.
وبلغة الأرقام، فإن طلب لجوء واحد من بين كل أربع طلبات قدمت في الاتحاد الأوربي خلال فصل الخريف من العام الماضي 2015، جرت في السويد.
ومنذ مطلع القرن الحالي، فإن حصة السويد من مجموع طلبات اللجوء التي قدمت في دول الاتحاد الأوروبي، تراوحت بين 10-15 بالمائة.
وقالت صحيفة «سفنسكا داغبلات»، إنه إذا ما حافظ هذا التراجع على حاله، فهذا يعني أن اتجاها جديداً تشهده البلاد بالنسبة للاجئين.
ومن بين أهم الأسباب التي تقف وراء هذا التراجع، التغييرات التي تشهدها السويد في سياسة الهجرة وفرض قيود على لمّ شمل الأسرة، بالإضافة الى أن العديد من دول الإتحاد الأوروبي فرضت رقابة على حدودها.
وكان انخفاض مماثل في أعداد طالبي اللجوء في السويد حدث بداية العام الماضي، لكن عندما أصبح الطقس أكثر دفئاً وأقل خطورة للسفر عبر البحر الأبيض المتوسط، فإن العدد تضاعف في نهاية العام.
من جهة ثانية أعلنت الحكومة السويدية، أنها تعمل على تغيير بعض الإجراءات القانونية الجديدة الخاصة بتنظيم عمل مراكز إيواء اللاجئين الأطفال والمراهقين القادمين الى البلاد دون صحبة أولياء أمورهم، وذلك بعد فترة قصيرة من دخولها حيّز التنفيذ في شهر كانون الثاني الماضي.
وكانت انتقادات وجهت لعدم تمكن البلديات حساب عدد الأماكن المتوافرة لها لإيواء اللاجئين في اتفاقياتها مع مصلحة الهجرة، ما يعني أن 300 طفل بالكاد حصلوا على أماكن لهم في المساكن المدعومة، بحسب ما ذكره التلفزيون السويدي.
وقالت وزيرة الطفولة أوسا ريغنر «لقد عملنا بشكل سريع جداً من أجل الوصول الى صيغة المساكن المدعومة، لأن البلديات نفسها أرادت ذلك، وعلينا الآن أن نكيف القوانين مع ذلك».
في سياق متصل قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في خطابها الانتخابي الذي ألقته في تجمع بولاية بادن فورتمبيرغ، جنوب ألمانيا، مساء أمس الاول، إن نحو 3000 لاجىء عراقي يغادرون ألمانيا ويعودون الى بلادهم شهرياً وأن العدد يتجه نحو الزيادة.
وجاء حديث ميركل لتعزيز موقف حزبها في ظل مخاوف من خسارته لأصوات الناخبين قبل الانتخابات المحلية التي ستجرى في الولاية وفي ولايتين أخريين، غدا.
وأكدت ميركل، قائلة: «في الوقت الحالي يعود ثلاثة آلاف شخص إلى العراق كل شهر.وهذا المعدل سيزيد حين يتم تحرير مدن من قبضة تنظيم داعش». ويسكن كثير من العراقيين في الملاجئ ويشعرون بالإحباط من بطء إجراءات النظر في طلبات اللجوء في بلد يواجه قائمة طويلة بعد أن وصله 1.1 مليون مهاجر العام الماضي.
وأضافت ميركل التي تواجه اختباراً صعباً في أول انتخابات منذ انفجار أزمة اللجوء الصيف الماضي إنه من المهم أيضا التأكيد على أهمية تحقيق الاستقرار وإنهاء الحروب في سوريا والعراق.
ويتوقع لحركة «البديل من أجل ألمانيا» المناهضة للهجرة والتي حازت تأييد الناخبين غير الراضين عن سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها ميركل الفوز بنحو 20 %من الأصوات في الانتخابات المحلية في الولاية الجنوبية المهمة في بادن- فورتمبيرغ.
وكررت ميركل مرارا أن عدد المهاجرين الوافدين الى بلدها صاحب أكبر اقتصاد في أوروبا آخذ في التراجع. وقالت «لن يبقى كل المهاجرين هنا».
فيما هدد وزير الهجرة والعدل السويدي مورغان يوهانسون بأن السويد ستذهب إلى محكمة العدل الأوروبية لمقاضاة ألمانيا بسبب قرارها عدم قبول أي لاجئ تم تسفيره من السويد إلى ألمانيا بموجب اتفاقية دبلن.
وقال يوهانسون لوكالة الأنباء السويدية إن بلاده تواصلت على المستوى الرسمي مع الحكومة الألمانية حول هذا الموضوع، مبيناً أن السويد ليست وحدها ولا يوجد مخاوف من الناحية العملية، لأن معظم الدول الأوروبية الأخرى تتفق مع السويد في هذا الموضوع، مؤكداً أنه سوف يتم في نهاية الأمر الاحتكام لدى محكمة العدل الأوروبية في حال إصرار ألمانيا على موقفها. وكالات