تحقيق في بلجيكا حول إهمال المخابرات لمعلومات عن هجمات باريس
تداولت وسائل الإعلام البلجيكية ، قرار المدعي العام البلجيكي الخاص بفتح تحقيقات حول إهمال معلومات مؤكدة وصلت إلى جهاز مكافحة الإرهاب في يوليو (تموز) 2014، تؤكد نية الأخوين إبراهيم وصلاح عبد السلام القيام بهجوم إرهابي، تحت قيادة الإرهابي عبد الحميد أباعود، وأنهما كانا ينويان السفر إلى سوريا للتدرب على الهجوم.
وذكر موقع 24 الاخباري ان صحيفة "هت نيوز بلاد" كشفت أن النيابة العامة في بروكسل، فتحت تحقيقاً رسمياً في هذه الفضيحة الجديدة، بسبب ما أسمته "انتهاك السرية المهنية" من قبل بعض العاملين في مجال مكافحة الإرهاب.
وقالت الصحيفة إن الأمر يتعلق بإحدى العاملات في مكافحة الإرهاب، التي تلقت في 10 من يوليو (تموز) 2014 معلومات من أحد المقربين للأخوين عبد السلام، تفيد أنهما يترددان بشكل مستمر على أحد المساجد المتطرفة في حي مولنبيك، وأنهما يعتزمان السفر إلى سوريا للتدرب هناك على تنفيذ هجوم إرهابي كبير.
وأوضحت الصحيفة أن السيدة التي تلقت المعلومات كانت في إجازة مرضية، إلا أنها اتصلت بأحد رؤسائها وأخبرته بالمعلومات، غير أن رئيسها تجاهل المعلومات تماماً، ولم يتم فتح تحقيقاً بالأمر، مما أدى إلى تنفيذ بالأخوين عبد السلام مخططهما في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بباريس.
وأفاد مكتب المدعي العام الفدرالي، أن جهاز مكافحة الإرهاب في بروكسل تعامل باهتمام كبير مع المعلومات التي تلقاها من السيدة التي كانت في إجازة مرضية، إلا أن المدير العام للشرطة القضائية الاتحادية كلود فونتين، قال إن "جميع التقارير التي تناولت الأمر استندت إلى قصص وهمية وكاذبة، لذلك أرى أننا لم نخطئ في إهمال هذه المعلومات، لأنها لم تكن مؤكدة، وما تفعله الصحافة اليوم هو اتهام جهاز مكافحة الإرهاب بالإهمال والتسيب".
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الاتحادية في بروكسل أنا فان ويميرس: "خلال الأسبوع الممتد من 3 مارس (آذار) الحالي وحتى يومنا هذا، نشرت العديد من المقالات الصحفية التي ناقشت عيوب وثغرات كبيرة في جهاز مكافحة الإرهاب في بروكسل، لكنها لم تعتمد على معلومات مؤكدة، لذا قرر المدعي العام البلجيكي فتح تحقيقات موسعة في هذه القضية، للوقوف على الأشخاص المهملين ومعاقبتهم".
جدير بالذكر أن قضية إهمال هذه المعلومات، دفعت بعض أهالي ضحايا هجمات باريس إلى رفع دعاوي قضائية ضد الدولة البلجيكية، لإهمالها في مكافحة الإرهاب، خاصة بعد اكتشاف أن 5 من الإرهابيين الذين شاركوا في هجمات باريس كانوا بلجيكيين، كما لا يزال الإرهابي صلاح عبد السلام هارباً، مما يزيد من حدة الانتقادات الموجهة إلى المنظومة الأمنية البلجيكية.