رياضة

الليلة.. فرنسا تتسلح بالأرض والجمهور في مواجهة طموح البرتغال في نهائي يورو 2016

مساء اليوم، تتحول أنظار كل عشاق الكرة في العالم إلى ستاد دو فرانس، حيث العاصمة الفرنسية لباريس، لمتابعة أم المعارك بنهائي بطولة الأمم الأوروبية يورو 2016 التي تستضيفها فرنسا، بين المنتخب الفرنسي صاحب الأرض والجمهور ونظيره البرتغالي، في مباراة عنوانها المتعة والإثارة بين منتخبين عُرف عنهما خلال تاريخهما الكرة الممتعة، ويتميز كل منهما بلاعبين مهاريين قادرين على تقديم مباراة تضاف لإحدى أعظم مباريات الساحرة المستديرة.

تدخل الديوك الفرنسية لقاء اليوم، بمعنويات عالية ومرتفعة بعد الفوز في معركة نصف النهائي على بطل العالم المنتخب الألماني في ملحمة تألق فيها لاعبو الأزرق، وفازوا بهدفين نظيفين، أحرزهما النجم المتوهج وأمل الفرنسيين في حصد البطولة الثالثة باليورو أنطونيو جريزمان، الملقب حاليًا بخليفة زيدان الذي تعول عليه فرنسا مهمة هز الشباك البرتغالية.

الفوز على البرتغال اليوم، أصبح مطلبًا للشعب الفرنسي كافة يطلبه كل مواطن من أول الرئيس الفرنسي فرانسو أولاند، الذي سيحضر لقاء اليوم ويسلم البطل كأس البطولة، وحتى أصغر طفل يصرخ بهتافات الديوك، للحفاظ على سمعة فرنسا في الاحتفاظ باللقب الذي تستضيفه بلادهم، حيث حققت فرنسا اللقب عندما استضافته مرتين من قبل عامي 1984 و2000، وتسعى لتحقيق اللقب الثالث ومعادلة الرقم القياسي لعدد البطولات الذي ينفرد به المنتخب الفرنسي.

ويبحث ديديه ديشامب، المدير الفني للمنتخب الفرنسي، في لقاء اليوم عن خلق أكثر من مفتاح للعب وحسم اللقاء، خصوصًا مع الحذر الكبير الذي سيلعب به البرتغاليون اللقاء وتوقعات باستماتة دفاعية كبيرة ومراقبة لصيقة للفتى المدلل أنطونيو جريزمان، هداف البطولة ومصدر قوة فرنسا.

وأحرز جريزمان نجم أتلتيكو مدريد الإسباني، ستة أهداف وصنع هدفين ليتصدر بجدارة قائمة هدافي البطولة الحالية، ومن المنتظر أن يلعب جريزمان اليوم في مركزه المفضل خلف رأس الحربة أوليفيه جيرو، وذلك بدلًا من اللعب في الجبهة اليمنى وهنا ستظهر خطورته الكبرى في الانطلاق من العمق والمراوغات وصناعة الأهداف.

وقال جريزمان: «واجبنا هو الفوز بالمباريات لجلب السعادة للفرنسيين والوصول للنهاية، ونتمنى أن نجعلها نهاية سعيدة».

وسيضطر ديشامب، أيضًا لتحرير المساحات أمام المهاجم الخطير جيرو، والنجم بول بوجبا، الذي لم يظهر أي شيء من قدراته سوى في جزء من مباراة ألمانيا، ويأمل المدرب الفرنسي أن يتوهج الفتى الأسمر اليوم وقتها لن يعوق بلاده أي شيء عن اللقب.

كما يبحث المدرب الفرنسي أيضًا عن توظيف مهارات لاعبه ديميتري باييه صانع ألعاب فريق وست هام الإنجليزي، الذي سجل هدف الفوز أمام رومانيا في المباراة الافتتاحية للبطولة، كما هز شباك ألبانيا وأيسلندا ولكنه لم يكن في أفضل حالاته خلال مباراة ألمانيا، وينتظر أن يظهر بتسديداته القوية وتمريراته البينية الحاسمة.

وستدخل فرنسا المباراة بأفضلية طفيفة إذ فازت في آخر عشر مواجهات مع البرتغال منذ 1975 وسجلت سبعة أهداف في آخر مباراتين في البطولة، وهو ما يزيد من فرص تهديفها أمام البرتغال.

وبالطبع ستعتمد فرنسا أيضًا على مساندة الجماهير المتشوقة للاحتفال بعد إضرابات واحتجاجات سادت البلاد إخيرًا واستمرار حالة الطوارئ منذ هجمات باريس في نوفمبر الماضي، وهو عامل مهم وحاسم وكان مؤثرًا في الفوز الأخير على المانشفت.

في المقابل، يأمل المنتخب البرتغالي بقيادة الدون كريستيانو رونالدو، في تحقيق انتصار تاريخي على حساب الديوك الفرنسية، وتحقيق اللقب الأول في تاريخ برازيل أوروبا بالقارة العجوز.

البرتغال التى لم تكن يومًا من ضمن المرشحين للوصول للمباراة النهائية باتت على بعد 90 دقيقة من التربع على عرش الكرة الأوروبية بعد مسيرة غريبة خلال مراحل البطولة، مستوى المنتخب البرتغالي لم يكن جيدًا خلال مباريات البطولة، حيث فشل الفريق فى تحقيق أي انتصار في مباريات دور المجموعات ليتأهل إلى دور الـ16 كأحسن ثالث عقب تعادله مع المجر وأيسلندا والنمسا مستفيدًا من نظام البطولة الجديد الذى طبق الأولى للمرة.

وفي دور الـ16 انتصر البرتغاليون على المنتخب الكرواتي الذي كان مرشحاً بقوة ليحقق رفاق رونالدو أول انتصار لهم في اليورو، ومن بعدها تبدل الحال وعرف البرتغاليون طعم الفوز وأقصوا المنتخب البولندي في معركة دور الـ8 بركلات الترجيح.

وشهد لقاء الدور نصف النهائي، تألق النجم الذي انتظره الجميع التي انتهت بهدفين مقابل لا شيء، أحرزهما الدون رونالدو لتصل البرتغال إلى النهائى الأوروبي الكبير لتكرر إنجاز عام 2004، بالوصول إلى النهائي أمام المنتخب اليوناني الذى حرمهم من التتويج باللقب في البرتغال، لكن هذه المرة البرتغال هي من ستواجه حامل اللقب وتحلم بتكرار مسيرة اليونان وتحقيق المفاجأة بخطف اللقب من صاحب الأرض والجمهور.

كان للمهارات الفردية المتمثلة فى المتألق لويس نانى والأسطورة كرستيانو رونالدو والشاب الصاعد بقوة ريناتو سانشيز، كلمة السر في الوصول إلى المباراة النهائية، ويطمح المدير الفني المخضرم فرناندو سانتوس، الذى استطاع أن يغير كثيرًا من الصورة السيئة التى ظهرت بها البرتغال فى كأس العالم الأخيرة، إلى أن يتألق الثلاثي الهجومي الناري الليلة ليصعب المهمة على الفرنسيين ويفتح الطريق لهز شباك الديوك.

ويعمل سانتوس، لجريزمان ورفاقه ألف حساب الليلة، حيث من المنتظر أن يلقي بمهمة مراقبة العناصر الهجومية للديوك على عاتق المدافع المتألق رافاييل جويريرو، إضافة إلى وجود أسماء كبيرة من ذوي الخبرة بقيادة المدافع الصلب بيبي ونجم خط الهجوم أندريه جوميز.

من جانبه، تحدث رونالدو قبل اللقاء، لموقع الاتحاد الأوروبي «يويفا» عن معادلته لرقم بلاتيني، حيث قال: «أنا لا أبحث عن هذه الأمور ولست مهووساً بها أنها تأتي بشكل طبيعي، بالطبع أريد أن أدخل التاريخ مع المنتخب، كما حدث مع الأندية، أريد الاستمرار في حياتي المهنية ما زلت أشعر أنني صغير، أشعر أنني بحالة جيدة وقوي أريد مواصلة النجاح مع منتخب بلادي».

وعن نهائي اليورو بعد 12 عامًا قال: «إنه شعور فريد من نوعه وفرح عظيم لطالما كنت أحلم بتكرار هذا النهائي، أنا سعيد لأنني سوف ألعب النهائي الثاني لي مع المنتخب، وآمل أن تسير الأمور على ما يرام».

 
 
زر الذهاب إلى الأعلى