آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: هكذا نحن شعب العراق

نحن العراقيون شعب أفراده متفاوتوا القِدم على ارض بلادهم العراق .. بعضنا يسكن هنا منذ 30000 عام .. وبعضنا جاء مع المسيحية .. فيما جاء اخرون مع الفتح الاسلامي .. وتوالوا على سكن هذه الارض الطاهرة حتى ذروة فترة التجانس عندما كانت بغداد عاصمة الامبراطورية العربية الاسلامية .. فسعى اليها الناس من كل بقاع الامبراطورية كنوع من الرغبة بالسكن والتجارة والدراسة فيها او للقرب من مركز القرار ..
هذا الخليط اليوم لايمكنك التمييز بين أفراده .. لايمكنك التمييز بين هذا وذاك .. منذ رسمت اتفاقية سايكس بيكو اللعينة حدود البلاد والعراقيون ينصهرون ببعض .. رغم انهم يتحدثون لهجات مختلفة عديدة .. لكنهم عراقيون فقط ..
هذه الشعب المعروف بعناده وعدم اكتراثه لغضب اعدائه.. أرقت شجاعته جيرانه طويلاً مذ بزغت شمسه الساطعة عاليا.. فألعراق لايستقر أبداً مع وجود تهديدٍ قريب يمكن له ولشعبه ان يضرب دولةً أخرى او يهددها او يحرق مصالحها او حتى يغزوها بالكامل اذا تعرضت لكرامته بشيء .. ولهذا عانى العراقيون طويلاً من عقدة غضبهم السريع رغم انهم لا يكترثون احيانا لتلك المعاناة.. المهم إنّنا ضَرَبنا !!وانتصرنا لكرامتنا.
نحن قوم لا يفهمه الا من عاشره .. شبابنا جميلو الخلقة .. فتياتنا يذبحن العيون جمالاً .. أعينهن تشع حسناً .. وأصواتهم عذبة على المسامع .. لكننا في الوقت نفسه عكرو المزاج .. شديدو الحزم .. سريعو التدخل .. ونلجأ للقوة كحلٍ مناسب دائم …نحن لانستكين وان طالت بعض الليالي علينا…هكذا كنا وسنبقى وليفهم ذلك من يستسهلون استغلال فرص ضعف بعض ايامنا…نحن قوم لا يعرف عنهم الإنكسار ولاالهزيمة .. تمر بهم الظروف التي لا تُطاق وبعد سنوات تجدنا أعزةً بعزة العراق.
ياليتهم انتخبوا برغوث
ابتداءا اخترت برغوث كعنوان استعرته لمقالي من فلم مصري قديم يتناول قصة مشاركة المصريين بالانتخابات وكيف انهم جميعا انتخبوا (برغوث) وظنت السلطات ان برغوث اسم شخص مهم وله شعبية اكثر من القائمين على السلطة المستبدة ليكتشفوا بعد جهد جهيد ان برغوث هو الحمار الذي يحظى بشعبية كبيرة عند الناس لما له من فوائد وخدمات جليلة يقدمها لهم)
ولمعلومات القارئ اللبيب ان الحمار كائن على عكس الصورة الشائعة عنه حيث يثبت العلم والواقع: أن الحمار حيوان ذكي يتعلم ويفهم ويتحمل الإنسان الذي يظلمه دائما ولم لايعف فأن الحمار هو شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي الذي يقود الولايات المتحدة الان كناية عن الصبركما ان اجدادنا القدماء (اقصد نحن العراقيين الذين نعتز بانتمائنا لبلدنا لا الطارئين الذين اغلبهم جائوا من خارجه وتحديدا من شرقه)كانوا يكنون له كل الاحترام والتقدير”ذكر الباحثان يونغ دين وألكسندرا دايفيد-نيل في كتابهما حول بلاد ما بين النهرين إن أذني الحمار كانتا رمزاً للمعرفة والحكمة عند شعوب هذه المنطقة قديماً، وذلك أمرٌ بديهي في عصر كان تناقل المعرفة فيه يتم شفهياً، والأذنان الكبيرتان كانتا رمزاً للإصغاء الجيد. وينطبق الأمر نفسه على شعوب التيبت ومونغوليا وفق ما يرويه غوبرناتيس في كتابه أساطير في علم الحيوان)).
إن عودة مجالس المحافظات لا تقل مخرجاتها احباطا شعبيا عن نظيرتها الانتخابات النيابية، فليس هؤلاء من يحمل مشروعا وطنيا يخدم البلاد والعباد.مجالس المـحـافـظـات حـلـقـة مــن حلقات الفساد، والضرورة الوطنية تستدعي إلغائها بعد تعديل الدستور، لأن وجودها مؤذية للشعب ، وليس لها أي دور في البناء والتطوير، بل باب مــن أبـــواب الـفـسـاد والـتـحـكـم بمصير المـحـافـظـات، وبشهادة العراقيين الأحرار، أن مجالس المحافظات قبل حلها كانت عقبة أمام تنفيذ المشاريع الخدمية والاقتصادية ، واداة ضغط على المحافظين، وميدانا للصراع على المغانم بين القوى الماسكة لها، ما جعلها اداة لتعطيل التنمية، على الرغم من الأموال الضخمة التي صرفت للمحافظات.
الشئ الملفت في ما يحدث في العراق هو الموقف المؤسف للغاية للمرجعية التي تركت واجباتها الشرعية التي وجدت من اجلها ودخلت عالم السياسة حيث طالبت العراقيين بالمشاركة بالانتخابات رغم علمها اليقين بأن مخرجاتها ستكون اكثر احباطا للشعب من نظيراتها الانتخابات النيابية هذا عدا ان حث المرجعية المسيسة اخذ منحى طائفي خطير،في وقت يتناول العراقيين اعلاميا وبشكل واسع مايردده كبار المسؤولين الامريكيين ديمقراطيين وجمهوريين ويذكرون به متعمدين من موقف اتخذته المرجعية عندما احتلوا العراق ضاربين عرض الحائط كل القوانين والقواعد الدولية والاخلاقية ونذكر هنا مايتم تداوله الان وبشكل واسع واهتمام غير عادي اخر ماقاله وزيرالدفاع الامريكي الحالي لويد جيمس أوستن((حذرنا اسرائيل من الاندفاع العسكري والتوغل المتسرع برا في غزة وابلغنا القيادة الاسرائيلية ان الوضع في غزة مختلف عن العراق 2003.))واضاف الوزير اوستن مؤكدا((في العراق ساعدتنا اطراف داخلية وخارجية منها ايران و قطر وداخليا ساندتنا مرجعية النجف))

بغداد مدينة عربية بُناها ابو جعفر المنصور وليس الفرس لتكون عاصمة إمبراطورية عربية اسلامية كبرى ولتكون عاصمة العراق العظيم،احاول في كل مرة ان أنئى بنفسي عن التعليق على تفاهة وسذاجة بعض ذيول الاحتلال وعملائه من سقط المتاع،وقد راعني ماسمعته من المعتوه الطائفي الخرف غالب الشابندر وهو يتحدث عن نتائج مهزلة انتخابات مجالس الفساد في بغداد (يقول بغداد راحت وبعدها ستذهب البصرة)وكأن بغداد والبصرة دور ابيه او ارث اجداده الفرس في العراق،وكذا تفوه خالد السراي الصبي الغبي ممرض الحيوانات (والحيوانات اعقل منه واشرف منه لانها تحترم من يحترمها ويئويها على خلاف الغلمان الذين آواهم العراق وعاصمته العربية الاسلامية دار السلام والبصرة الفيحاء ) ونسى هذان المتخلفان ان بغداد التي يتحدثون عنها خطها المنصور واعزها وحضرها وطورها من جاء من بعده الرشيد والامين والمأمون وصولا الى قبل تدنيسها من المحتلين وذيولهم وخدمهم من امثال الشابندر والسراي وكلاهما ؟؟!!!! أما البصرة فيعلم الجميع من اسسها هي وكل المدن العربية الاسلامية تبأ ثم تبا لكل من يشعر بالضعف والدونية من العراق واهله ومدنه ويحمل الضغينة عليهم وسحقا لكل من يريد ان يسيئ للعراق وعروبته واسلامه الحقيقي ….بغداد لم تتراجع الا عندما دخلها الاعاجم لذا فأنها اليوم تعاني من وجود هذه النتوءات الفاسدة والخلايا الخبيثة التي زرعها بتعمد الاحتلال الامريكي البريطاني الفارسي منذ ان وطئت اقدامهم القذرة ارض العراق وعاصمته العظيمة بغداد.نعم بغداد ستعود بفضل اهلها العراقيين الاصلاء منارة بعد ان يدوس ابنائها على الصراصير وتطرد الحشرات التي تسللت اليها في حين غفلة،ان غد بغداد المشرق قريب.

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى