ألمانيا تعرض الجنسية على الشباب البريطاني بعد خروج بلادهم من الاتحاد الاوروبي
احتشد عشرات آلاف البريطانيين في لندن أمس للمطالبة ببقاء بلادهم جزءاً من الاتحاد الأوروبي، فيما اقترح وزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابرييل أن تعرض ألمانيا منح جنسيتها للشباب البريطانيين الذين يعيشون فيها بعد الاستفتاء الذي أجري الشهر الماضي وقرر فيه البريطانيون، بغالبية 51.9 مقابل 49.1 في المئة، «الطلاق» مع الاتحاد الأوروبي.
واكتظت العاصمة البريطانية أمس بآلاف المحتجين الذين تجمعوا أمام البرلمان معلنين رفضهم نتيجة الاستفتاء. ورفع كثيرون منهم شعارات تؤكد تمسكهم بالاتحاد الأوروبي وببقاء بريطانيا جزءاً منه، ورفض لجوء الحكومة البريطانية الجديدة إلى استخدام المادة 50 من معاهدة لشبونة التي تعني انطلاق إجراءات «الطلاق» التي يجب أن تكون قد أُنجزت خلال سنتين حداً أقصى.
وشارك أكثر من 36 مليون ناخب بريطاني في الاستفتاء على الخروج أو البقاء في الاتحاد الأوروبي يوم الخميس 23 حزيران (يونيو) الماضي. وشكّلت نتيجة الاستفتاء صدمة في الأسواق المالية العالمية وأدت إلى تراجع كبير في قيمة الجنيه الاسترليني، وسط توقعات بمصاعب لا يُستهان بها للاقتصاد البريطاني.
وفي برلين (رويترز)، قال وزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابرييل أمس، إن على ألمانيا أن تعرض الجنسية على الشباب البريطانيين الذين يعيشون فيها بالنظر إلى أن الناخبين الأكبر سناً في إنكلترا وويلز هم الذين صوتوا لتأييد خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي. وقال غابرييل في مؤتمر الحزب الديموقراطي الاشتراكي الذي ينتمي له في برلين: «لهذا السبب يجب علينا ألا نقطع خطوط الرجعة عليهم». وأضاف أن على ألمانيا التفكير في ما يمكنها أن تقدمه للمغتربين البريطانيين الشباب لديها، مشيراً إلى أن الحزب الديموقراطي الاشتراكي كان دائماً مؤيداً للسماح بحمل جنسية مزدوجة. وقال: «دعونا نعرض ذلك على شباب البريطانيين الذين يعيشون في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا حتى يتسنى لهم البقاء مواطنين في الاتحاد الأوروبي».
ودعا حزب الخضر المعارض أيضاً إلى تسهيل حصول البريطانيين الذين يعيشون في ألمانيا على جوازات سفر ألمانية.
وفي تصريحات منفصلة دعا غابرييل إلى خفض عدد المفوضين في الاتحاد الأوروبي كما دعا بروكسيل إلى إعادة النظر في الطريقة التي تخصص بها بنود موازنتها وذلك بعد ما يزيد على أسبوع من تصويت البريطانيين للخروج من التكتل. وقال في مقابلة مع صحيفة «نويه أوزنابروكر تسايتونغ» نشرت السبت: «أوروبا التي بها 27 مفوضاً يريدون أن يثبتوا أنفسهم أمر ليس منطقياً… سيكون من الجيد أن نخفض هذا العدد».
وقال غابرييل نائب أنغلا مركل إن خروج بريطانيا لا يهدد الاتحاد الأوروبي بل ويطرح احتمالاً بعودة بريطانيا للانضمام للاتحاد خلال عقود قليلة بخاصة بعدما صوت الناخبون الأصغر سناً بغالبية كبيرة لمصلحة البقاء في التكتل.
وأضاف «نحتاج للبقاء على اتصال بهم… إذا أردنا أن يظل لأبنائنا وأحفادنا صوت في العالم فسنحتاج لصوت أوروبي موحد. حتى بريطانيا العظمى أو ألمانيا لن تتمكنا من توصيل صوتهما للعالم منفردتين من الآن فصاعداً». وزاد أن على الاتحاد معاملة بريطانيا بعدالة، لكنه أضاف: «لن يكون من المقبول من الحكومة البريطانية أن تتفاوض الآن على الانسحاب والعلاقات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي في الوقت ذاته ليتسنى لها اختيار الأفضل لها فقط من مساري التفاوض». وقال إن الاتحاد الأوروبي سيقبل بالتأكيد بعضوية اسكتلندا بشكل منفرد إذا ما تمكنت من الاستقلال عن المملكة المتحدة ورغبت في الانضمام للتكتل.