تحقيقات ومقابلات

فيلم القناص الأمريكي يزيد من حدة التهديدات ضد المسلمين

متابعة – يورو برس عربية

تزايدت حدة التهديدات ضد المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية إثر إصدار فيلم القناص الأمريكي للمخرج “كلينست إيستوود”، والذي يجسد حياة أحد جنود البحرية الأمريكية صاحب أكبر سجل من جرائم القتل المؤكدة خلال فترة خدمته، وذلك وفقًا لما تزعمه مجموعة عربية أمريكية من المدافعين عن حقوق الإنسان.

وكانت اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز قد راسلت “إيستوود” والنجم السينمائي “برادلي كوبر” بداعٍ أن أغلب ما شهدته البلاد من تهديدات عنيفة خلال الأيام الماضية كان نتيجة طبيعية للصورة التي ظهر بها العرب والمسلمون في فيلم “القناص الأمريكي” الذي يتابع مسيرة القناص “كريس كايل” الذي خدم في العراق خلال الفترة ما بين 2003 و2009.

وفي هذه الرسالة، ناشدت هذه اللجنة كلًا من “إيستوود” و”كوبر” لاستنكار مئات الرسائل التي تستهدف العرب والمسلمين الأمريكيين من رواد السينما والتي ظهر أغلبها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “الفيسبوك” و”تويتر”، وذلك في محاولة منهما للحد من لغة الكراهية المتفشية.

كما ذكرت رئيسة اللجنة “سمر خلف” في رسالتها: “نرى أنه في وسعكما لعب دور بارز لمساعدتنا في الحد من سطوة الخطر الذي نواجهه”. وأضافت: “ما تتمتعان به من شهرة وتأثير، بالإضافة إلى صلتكما بالفيلم قد يشكل قوة دافعة للفت الانتباه حول الخطر المحدق بهذه المجتمعات والعمل على الحد منه”.

اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز التي تعتبر نفسها أكبر جمعية متخصصة في مجال حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية قد ذكرت إنها تعمل حاليا، بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي وقوات الشرطة؛ لتقييم هذه التهديدات التي تصاعدت في بداية هذا الأسبوع، أي قبيل إطلاقه للجمهور.

وقد جمعت اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز أكثر من 100 رسالة عدائية في إطار بحثها عن دليل لتزايد رسائل الكراهية والتهديدات، فهناك مثلًا منشورٌ على موقع تويتر يقول: “سعيد بمشاهدة فيلم يصور العرب على حقيقتهم، فهؤلاء الحشرات يخططون لتدميرنا”.

ويُذكر أن هذا الفيلم المرشح لجائزة الأوسكار حقق نجاحًا واسعًا منذ لحظة إصداره متصدرًا شباك التذاكر، حتى إنه حقق ما يقرب من 100 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع في دور العرض الأمريكية. كما أشاد النقاد بأداء “كوبر” لشخصية القناص بوصفه جنديًا يواجه صراعاته الداخلية، فيما يشعر البعض أن الفيلم يبرئ الشخصية الرئيسية “كايل” أو القناص الأمريكي وهو الذي اعتاد على أن يشير إلى المسلمين بكلمة “الهمج” في مذكراته.

وكان “كايل” قد لقي حتفه في موقعٍ للرماية بولاية تكساس خلال عام 2013 بعد أن خدم ضمن أربع بعثات إلى العراق نفذ خلالها 164 عملية قتل مؤكدة.

فيما صرح “جاك هورنر” المتحدث الرسمي باسم الشركة المنتجة للفيلم “وارنر بروس”، لوكالة الأنباء “رويترز” بأن الشركة “تستنكر أي عبارات عنيفة ضد المسلمين بما في ذلك العبارات المنسوبة لمشاهدي الفيلم”. وأضاف أنه “لا يوجد أي صورة للكراهية وللتعصب في الحوار الهام الذي أخرجه هذا الفيلم من تجربة ذلك الجندي”.

وكما ورد عن “رويترز”، لم يُدْلِ المتحدثون الرسميون للمخرج “إيست وود” والنجم “كوبر” أي استجابة فورية للأصوات التي تطالبهما بالتعليق.

 

نقلا عن ساسة بوست

 

وكالة الصحافة الاوروبية بالعربية

زر الذهاب إلى الأعلى