مهاجرون يتحدون خطر الموت لعبور نفق بين فرنسا وبريطانيا
يعيش المهاجرون في مخيم السلام بمدينة كاليه "شمال فرنسا" أوضاعا مأساوية، ورغم خطر الموت الذي يهدد حياتهم، يحاول العديد من المهاجرين عبور "اليورو تونيل" من فرنسا نحو بريطانيا.
هؤلاء المهاجرون مستعدون لفعل أي شئ من أجل الوصول إلى لندن أو أي مدينة بريطانية أخرى لأنها الأفضل في تقديم المساعدات وتوفير فرص العمل حسب قولهم.
يقول عثمان السيد وهو مهاجر سوداني لقناة "العربية": "فقدنا أعز الأصدقاء في البحر، وكذلك هنا في كاليه أكثر من عشر ضحايا آخرهم المصري محمد وآخر يرقد في المستشفى بين الحياة والموت"
ويضيف رفيق له رفض الكشف عن اسمه لـ "العربية: "إنك شاهدت بأم عينك الحالات المأساوية وعدد الجرحى بسبب قسوة الشرطة الفرنسية، نحن نعاني من قلة الأكل والملبس والنقود لأن المتعهدين أخذوا منا كل شئ واختفوا".
ويتكرر سيناريو المغامرة كل مساء، حيث يتجمهر مئات المهاجرين بعد غياب الشمس بالقرب من المرفأ، لعبور بحر المانش، لكن هذه المخاطرة أودت بحياة الكثير منهم، مما دفع بالحكومة الفرنسية إلى التحرك سريعا، حيث قال رئيس الحكومة مانويل فالس إن "الحوار مع الحكومة البريطانية مستمر للحالة المزرية التي تعيشها مدينة كاليه الفرنسية"، وإن "وزير الداخلية برنار كازنوف ضاعف عدد نقاط التفتيش ورجال الشرطة والوضع صعب للغاية".
وتخفي البيوت البلاستيكية التي بناها المهاجرون حالات حرجة تعرضوا لها، مع رفضهم الذهاب إلى المستشفيات الفرنسية خوفا من عقابهم أو تسفيرهم، إضافة إلى انتشار الأمراض الجلدية والأوبئة بسبب تلوث المكان وانعدام الكهرباء وشح المياه.
ودعت كل من بريطانيا وفرنسا، اليوم الأحد، دولا أخرى في الاتحاد الأوروبي لمساعدتهما في التصدي لهذه الأزمة في شمال فرنسا والتي سببها آلاف المهاجرين الذين يحاولون العبور إلى إنجلترا بشكل غير مشروع وخطير.
وأصبح ميناء كاليه الفرنسي مقصدا لأعداد هائلة من المهاجرين الذين يدخلون إلى أوروبا هربا من الفقر والعنف في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأثارت محاولات تقوم بها مجموعات كبيرة من المهاجرين يقدر عددهم بنحو 5 آلاف شخص للعبور ليلا عن طريق نفق للسكك الحديدية يربط بين فرنسا وبريطانيا، غضب الرأي العام، وعطلت بشدة حركة البضائع بين البلدين.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي ونظيرها الفرنسي برنار كازنوف في رسالة مشتركة نشرت في صحيفة صنداي تلغراف: "لا توجد حلول سهلة وحل هذه المشاكل ليس بيد بريطانيا وفرنسا بمفردهما".
وتابعت الرسالة: "الكثير من الموجودين في كاليه الذين يحاولون عبور القناة وصلوا هناك عبر إيطاليا واليونان ودول أخرى. ولهذا السبب نضغط على دول أعضاء أخرى وعلى الإتحاد الأوروبي بأكمله، للتعامل مع المشكلة من جذورها".
وقتل عدد من الأشخاص في محاولتهم لدخول بريطانيا، حيث يعتقدون أن أمامهم احتمالات أفضل لحياة جديدة.
وجاء النداء المشترك فيما طرحت بريطانيا – حيث وضعت الأزمة ضغوطا على رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للتحرك – تفاصيل عن إجراءات أمنية إضافية جرى الاتفاق عليها مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم الجمعة الماضي.
وقال مكتب كاميرون إن "بريطانيا ستمول زيادة كبيرة في عدد أفراد الحراسة الخاصة الذين يراقبون المدخل الفرنسي لنفق السكك الحديدية الذي يمر تحت البحر، وسيتم استخدام أسوار جديدة وكاميرات مراقبة وأجهزة رصد بالأشعة تحت الحمراء لتحسين الأمن".
وزادت السلطات الفرنسية بالفعل عدد أفراد الشرطة في المنطقة.
من جانبه، قال عضو البرلمان الأوروبي غلينيس ويلموت في مقابلة مع صحيفة "أوبزرفر" : "لقد أصبح العالم قاسيا على نحو متزايد وعندما نصبح قساة مع بعضنا البعض وننسى إنسانيتنا سينتهي بنا الحال إلى مواقف صدامية".
العربية نت