عرب اوروبا

السفير العراقي في فنلندا يدعو لقبول طلبات لجوء العراقيين ويعارض تسفيرهم وارغامهم على العودة

هلسنكي / يورو برس عربية خاص

ضجة كبيرة كانت في السفارة العراقية بعد ظهر يوم الجمعة. حيث العشرات من اللاجئين العراقيين كانوا ينتظرون فرصة الحديث مع السفير العراقي في هلسنكي سعد جواد قنديل ليرشدهم حول كيفية العودة لبلادهم 

السفير قنديل، قال في مقابلة مع صحيفة  "Iltalehti" الفنلندية : أن أسباب اللاجئين العراقيين الراغبين بالعودة هي متعددة. الكثير منهم في خيبة أمل، لأنهم استندوا على اشاعات ترويجية عن أحوال فنلندا. ووجدوا أنفسهم في فنلندا بوضع لم يكن أفضل مما كانوا عليه في العراق.. فمن الأفضل لهم العودة إلى وطنهم بالرغم من الأموال الكثيرة التي صرفوها على المهربين.

وقال السفير العراقي، ان السفارة توفر الجوازات العراقية بأسرع وقت ممكن، والأسبوع القادم تحصل السفارة على المزيد من الجوازات.. نفذت الجوازات لدينا لأننا لم نكن متوقعين أعدادهم هذه.

وحتى الآن قمنا بتزيد ما يقارب مئة جواز و مئة آخرين بالانتظار. ويعمل 20 موظف في السفارة العراقية الذين يقومون بدعم اللاجئين في أمور الوثائق. نحاول إرشادهم ودعمهم بالخدمات الأساسية لهم حتى المجال الطبي.

واضاف السفير العراقي في فنلندا سعد جواد قنديل الذي يعمل في فنلندا منذ سنتين: أن العديد من اللاجئين الراغبين بالعودة الذين يأتون إلى السفارة كانوا يتوقعون حياة كريمة لهم في فنلندا، والكثير من هؤلاء اللاجئين هربوا من الحرب، ومعظمهم كانوا من المهجرين داخل العراق.

وقد وصف السفير اللاجئين بأنهم في مستوى عالي من التعليم. الكثير منهم أجبروا على ترك منازلهم وأعمالهم من قبل الارهابيين، والبعض منهم فقدوا ذويهم. ويمكن ان يكونوا هؤلاء مفيدين في مجال العمل في فنلندا. والكثير منهم يود البقاء في فنلندا مؤقتا فقط حتى يتحرر العراق من الارهابيين.

وشدد قنديل في المقابلة ان العراق لا يستطيع وحده تحمل هذه المسؤولية الإنسانية وخصوصا وهو الآن في جبهة قتال ضد داعش.

السفير قنديل يستخدم كلمة "ISIS" بمصطلح ".Daesh ويقول: أن ما يهدد فنلندا هو ما يهدد العراق ايضا، ولهذا العراق الآن يقاتل المجاميع الارهابية بالنيابة عن العالم.  

ودعا السفير العراقي، السلطات في فنلندا الى قبول طلبات لجوء للعراقيين وتوفير المساعدات الانسانية اللازمة والسكن اللائق والرعاية الصحية وتعليم الأطفال، وعلى الأقل نوعية مقبولة من الحياة الطبيعية.

ويقول أن العراق لا يشجع العراقيين على الهجرة بعيداً عن وطنهم، بل يشجعهم على البقاء والقتال ضد داعش.

كلا للتسفير

السفير قنديل يعترض على تسفير العراقيين إلى وطنهم ويقول: نحن لا نقبل تسفيرهم، ولا نرغمهم بالعودة الى العراق، بل يجب على فنلندا إيجاد بلد آخر ليلتجئوا إليه.

هل ينبغي على فنلندا اتخاذ القرارات التي تكون أكثر صرامة لهؤلاء العراقيين؟

السفير قنديل: فنلندا لديها الحق بتحديد سياساتها، وتقليص اللاجئين من الناحية الجغرافية. من السيء أن يكون القرار مسبقا في رفض طلبات اللجوء على أساس المناطق، والأسوأ من ذلك هو اذا استند القرار على أسس عرقية أو دينية أو قومية، وأضاف السفير أن طلبات اللجوء يجب تنظر بكل حالة على حدة على أساس كل شخص، حتى في المناطق الآمنة فقد تكون حياة شخص ما في خطر.

عرض للمساعدة

يقول قنديل: السفارة العراقية خاطبت السلطات الفنلندية وطلبت منهم الأذن بدخول مراكز استقبال اللاجئين للاطلاع على أحوال العراقيين هناك، وخاطبنا حتى وزارة الخارجية الفنلندية لكننا لم نتلقى رد منهم ، نريد معرفة ظروف العراقيين الباقيين منهم في فنلندا.

ويقول قنديل: على فنلندا استقبال المزيد من اللاجئين العراقيين، وحتى لو استقبلت فنلندا أكثر من هؤلاء اللاجئين العراقيين فأنها لا تصل إلى أعداد اللاجئين العراقيين في السويد أو الدنمارك والنرويج.. في السويد يوجد 150 ألف عراقي أما في فنلندا 15 ألف فقط.

هل وضع العراق آمن للعودة؟ –

يجيب قنديل : العديد من المحافظات في العراق آمنة والناس تمارس حياتها بشكل طبيعي هناك، لكن المناطق التي فيها حرب ضد داعش ليست آمنة.. يمكننا أن نهزم داعش في أشهر اذا حصلنا على المساعدة التي تكفي. ومن المؤسف أن أقول هذا بأننا لا نحصل على المساعدة الدولية الكافية، لو ترك العراق وحده في قتال داعش فقد يستمر قتالهم سنوات.

 

 

ترجمة: بهاء الدين الفضلي

وكالة الصحافة الاوروبية بالعربية – الحقوق محفوظة

زر الذهاب إلى الأعلى